أطلق "الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى" أمس 42 طائر حبارى في سماء الدولة. وترمز المجموعة التي تم إطلاقها إلى سنوات الاتحاد المكللة بالإنجازات منذ تأسس في عام 1971م وإلى النجاحات التي حققها برنامج إكثار وإطلاق الحبارى، والذي انبثق من رؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، ويستمر اليوم بفضل دعم ورعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله. وتخليداً لهذه المناسبة، تحمل الطيور حلقات خاصة بألوان علم دولة الإمارات العربية المتحدة. وقال محمد صالح البيضاني، مدير عام الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، "إن إطلاق 42 من طيور الحبارى بما ترمز إليه في التراث الوطني، يأتي في إطار الأنشطة التي ينظمها الصندوق الدولي احتفالاً بروح الاتحاد وترسيخاً لمعانيه في إطار جهوده لتنفيذ برنامج المحافظة على الحبارى الذي يهدف إلى ضمان بقاء هذا الطائر باعتباره أحد أهم مكونات الهوية التراثية الوطنية والمحافظة عليه لأجيال المستقبل". وأوضح البيضاني "أن تنفيذ هذه الرؤية ومواصلتها وضع برنامج إكثار الحبارى الذي تنفذه الدولة في مقدمة برامج الحفاظ على الأنواع الحية في العالم، وذلك في إنجاز استثنائي يحق لكل مواطني الإمارات أن يفخروا به. وتحمل الطيور التي تم إطلاقها اليوم حلقات خاصة بألوان العلم، أي أنها ترفع (بالمعنى الحرفي للكلمة) علم دولة الإمارات العربية المتحدة". وشارك 30 طفلاً من طلبة الإمارات في عملية إطلاق الحبارى قرب منطقة سويحان في أبوظبي، حيث شهد 15 تلميذاً و15 تلميذة من الصف الخامس بمدرستي "العاصمة للبنين" و"العالية للبنات" إطلاق هذه الطيور إلى بيئتها البرية الطبيعية. وقد تعرّف الأطفال على الأهمية العلمية والثقافية لطائر الحبارى وشاركوا في مسابقة ممتعة لاختبار معلوماتهم عنه. كما قُدمت لهم مجموعة من الوجبات التراثية والشعبية احتفالاً بهذه المناسبة. وأشار البيضاني إلى "أن مشاركة أبناء الإمارات في هذا النوع من الفعاليات الوطنية هو غِراس للمستقبل، لأنهم يمثلون جيل الغد الذي يستلهم نهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وسيرة الشيخ زايد رحمه الله في حماية المكونات التراثية والموارد الطبيعية للوطن والمحافظة عليها للأجيال القادمة". وكان قد تم إنتاج هذه المجموعة في منشآت الإكثار بالأسر في "المركز الوطني لبحوث الطيور"، أحد المراكز الأربعة التابعة للصندوق حول العالم، والتي يديرها في إطار برنامجه الدولي للحفاظ على الحبارى. يذكر أن النتائج القياسية المحلية والدولية التي يحققها الصندوق الدولي على مستوى إكثار الحبارى وإطلاقها، تضع دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة دول العالم من حيث الحفاظ على الأنواع الحية واستدامة أعدادها في البرية. وتشكل مجموعة الطيور التي تم إطلاقها اليوم جزءاً من "مشروع الشيخ خليفة لإعادة توطين الحبارى" الذي يهدف إلى استعادة الأعداد المستدامة من هذا الطائر الذي يحتل موقعاً متميزاً في التراث والتقاليد الإماراتية.