محمد وردي (دبي) - نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، مساء أمس الأول، محاضرة بعنوان: "ثقافة الإمارات في ظل الاتحاد" في مقرها بدبي، في إطار الاحتفالات باليوم الوطني الثاني والأربعين لتأسيس الدولة. شارك في المحاضرة كل من الدكتور بلال البدور وكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والدكتور حبيب غلوم مدير الشؤون الثقافية في الوزارة. وقدمها الدكتور محمد عبد الله المطوع مدير عام مؤسسة العويس الثقافية. وقال المطوع إن اليوم الوطني هو الحلم الذي تحقق منذ اللقاء الأول لحكام الإمارات، وهم الذين سعوا لإزالة كل المعوقات والعراقيل التي تحول دون ذلك الاتحاد. ولاحظ أن الإمارات منذ إعلان الوحدة مرت بالعديد من المفاصل في تاريخها، ولا يمكن الحديث عنها في هذه العجالة، إلا أن إرادة الوحدة والاتحاد توارثها الأبناء عن الأجداد الراحلين، وبالعزيمة والعمل تحقق ما نراه اليوم. وأكد المطوع أن لحكام الإمارات جميعاً دوراً في وضع لبنات الاتحاد، إلا أن الراحلين المغفور لهما بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، قد وضعا الأسس السليمة لدولتنا العزيزة، فالدستور والأنظمة اللاحقة أكدت أن الاتحاد ولُد ليبقى للأبد "إن شاء الله". أما الدكتور البدور، فعرض للمسيرة الثقافية بالدولة منذ قيام الاتحاد، ولاحظ تطور وزيادة عدد المؤسسات العاملة في هذا المجال على المستويات الرسمية والأهلية والخاصة، مشيراً إلى نجاحاتها المتلاحقة في الثمانينيات والتسعينيات الماضية. ولاحظ أن المؤسسات الثقافية لم تواصل نشاطاتها بالزخم نفسه الذي انطلقت به لأسباب متعددة، منها: غياب التنسيق فيما بينها، وغياب التواصل بين المسؤولين عن المؤسسات الثقافية، وعدم وجود قاعدة بيانات دقيقة ومحدثة. أما على مستوى المؤسسات الأهلية، فلاحظ الدكتور البدور ابتعاد المؤسسين عن العمل التطوعي، وعدم تواصل الأجيال في العمل الأهلي، وعدم اصطحاب الآباء لأبنائهم غالباً لحضور الفعاليات الثقافية، وعدم توافر الإمكانيات المادية، فضلاً عن دخول بعض أصحاب الأيديولوجيات والأفكار ومحاولة ربط هذه المؤسسات بهم، ما نفّرَ الناس منها. بينما قال الدكتور حبيب غلوم إن الفنان بطبيعته يطمح إلى المزيد من النجاح والتطور في كل الميادين الثقافية، لأنها الوسيلة الأهم للتواصل بين الشعوب. فالثقافة تعني أسلوب حياة البشر، واستطعنا بفضل الله توصيل أسلوبنا من ماض مشرف وحاضر نير إلى كل المحيطين بنا، متمسكين بهويتنا الثقافية والاجتماعية، ومدركين لأهميتها في التواصل مع الآخر والعيش بسلام وطمأنينة بين الشعوب. ولاحظ غلوم أن الدعم الحكومي ساعد في تحقيق المنجزات الإبداعية التي حققها الفنان الإماراتي، ونوه بجهد بعض المؤسسات الأهلية، والخاصة، ولكنه طالب القطاع الخاص بالمزيد من الدعم والإنفاق على الشأن الثقافي العام. منوهاً بجهد وزراء الثقافة، ودور عبد الرحمن العويس في احتضانه للفنون التشكيلية، وتبنيه "مشروع برنامج إهداءات الحضاري" . وقال غلوم إن ثقافة الهوية والانتماء، هي أساس وجودنا ومفتاح انتمائنا وضمان لتكويننا الوطني والاجتماعي. مطالباً الجميع بالعمل الحثيث، للحيلولة دون تهميش مسألة الهوية. داعياً إلى إنفاق عشر ما يخصص للتنمية الاقتصادية في المجالات الثقافية. وتساءل عن الأسباب التي تحول دون إدراج الثقافة على الأجندات الحكومية التي من دونها يصعب الوصول إلى تنمية شاملة ومتوازنة، تسمح لنا بالتطور في سياق حركة تنموية تؤسس لمستقبل لائق بهُويتنا الثقافية والحضارية.