احتفت مؤسسة سلطان العويس بمحور"ثقافة الإمارات في ظل الاتحاد"، ضمن احتفالاتها باليوم الوطني ال42 لدولة الإمارات، وجاء ذلك عبر ندوة نقاشية، أدارها الدكتور محمد المطوع، أمين عام مؤسسة العويس الثقافية، أول من أمس، في مقر المؤسسة، وشارك فيها كل من بلال البدور، الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وحبيب غلوم، مدير الأنشطة الثقافية والمجتمعية بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وطالبوا فيها بعودة نشاط المؤسسات الأهلية الثقافية ودعمها محلياً، كونها تمثل الملتقيات التفاعلية لإنشاء جيل شبابي، يعي مقومات الثقافة المجتمعية، وألقى المثقفون الضوء على أبرز التساؤلات في الميدان الثقافي المحلي، ومنها ماهية الحجم النوعي للثقافة والفنون في أجندة الحكومة التنموية في ظل التطور الحضاري للدولة، كاشفاً البدور عن أن استثمار المركز الوطني للوثائق والبحوث لتطبيق مشروع قانون "الأرشيف الوطني"، في الإمارات مشروع جار كأهم المحاور المؤسسية المطروحة في الحراك الثقافي بالدولة. يعتبر التنوع المؤسساتي الكبير في المجتمع الثقافي الإماراتي أحد مكتسبات الاتحاد التنظيمية، من خلال تهيئة بيئة منسجمة لصناعة أطر تنامي المعرفة الاجتماعية، لافتاً البدور إلى أنها تنقسم إلى مؤسسات خاصة وأهلية وشبه حكومية، إلى جانب المؤسسات الاتحادية بفروعها المحلية التابعة لكل إمارة في الدولة، مبيناً أن النشاط الحكومي وتحديداً نشاط وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في الإمارات، استطاع استثمار موقعها الرسمي، عبر نشر المكتبات العامة، ووضع منهجيات، مبيناً أن القائمين على الوزارة تمكنوا من تنويع أشكال الإصدارات على مستوى النشر والاهتمام بالإبداعات. تجربة وشكلت قراءة حبيب غلوم من واقع تجربته الممتدة لأكثر من 27 سنة في الشؤون الثقافية ولأكثر من 34 سنة، كفنان، يعيش الواقع الميداني للفنون والثقافة، بحثاً في العديد من التساؤلات الملحة في المرحلة الحالية، وأبرزها كما أوضح غلوم، يدور حول ماهية الحجم النوعي للثقافة والفنون في أجندة الحكومة التنموية في مجتمع شهد الكثير من الإنجارات على صعيد الإنسان والمجتمع، حيث يرى غلوم أنه بالمقابل يلحظ المثقف والفنان أن هنالك إخلالاً في ميزان التكامل بين المؤسسات الحكومية والمحلية عموماً، والمؤسسات الثقافية خصوصاً، مساهماً ذلك في تماوج المشهد الثقافي بين مد وجزر، موضحاً أنهم كفنانين يتطلعون بكثير من الطموح والإيجابية لاستراتيجية مجلس الوزراء، وحرص معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، لاستكمال مناحي التنمية الثقافية. وأشار الدكتور محمد المطوع أمين عام مؤسسة سلطان العويس الثقافية إلى أن احتفالية اليوم الوطني وقيام الاتحاد، تعد جزءاً من التكامل الثقافي للمنطقة، موضحاً أن الإمارات منذ إعلان الوحدة مرت بالعديد من المفاصل في تاريخها، إلا أنه بإرادة الوحدة والاتحاد، التي توارثها الأبناء عن الأجداد الراحلين، وبالعزيمة والعمل تحقق ما نراه اليوم. شجون أثارت الندوة الكثير من الأسئلة في شؤون الثقافة وشجونها شارك فيها عدد من الحضور الذين أغنوا الندوة وأضافوا إليها الكثير من الأفكار المفيدة.