يسعد كل عربي عندما تفوز دولة عربية أو مدينة عربية بتنظيم واستضافة حدث عالمي هام مثل أكسبو، ولم تكن السعادة على وجوه الإماراتيين فقط، بل عمت الفرحة كافة الشعوب العربية؛ لأن هذا فخر وعزة لنا جميعًا، أن تكون دبي ودولة الإمارات ذات سمعة عالمية طاغية، وتحوز على ثقة العالم لتنظيم حدث كبير جدًّا مثل هذا، فهذا يشرفنا جميعًا، ويرفع رؤوسنا عالية. منذ أسبوعين كنت في جولة لعدة دول أوروبية، وكانت جولتي تتضمن مؤتمر يجمع كثير من دول العالم وحضره حوالى 150 وفد يمثلون 110 دول، وعندما علموا أنني من دبي، كنت أنا حديث كافة الحضور، ومحط أنظار الجميع، وكان الجميع يلتف حولي لتبادل الحديث، وإمكانية العمل والتعاون المشترك، وقد أسعدني ذلك وشرفني أيضًا أن دبي اسم عالمي الجميع يتحدث عنها ويتمنى زيارتها، وأقر وأعترف بأن اسم دبي، ومكانتها العالمية أفادني كثيرًا في عملي. وفي جلسات أخرى كانوا يعلمون أنني مقيم وأعمل في دبي منذ ثلاثة وثلاثين عامًا، ولكني مصري فيتأرجح الحديث ما بين حداثة دبي ومكانتها العالمية، وبين ثقافة مصر وحضارتها التي لا يجاريها ولا يضاهيها ولا ينافسها أحد في ذلك، وهذا باعترافهم هم وليس حديثي أنا، وهم من دول مختلفة، من أغلب دول أوربا، من أمريكا، من أمريكا اللاتينية، من دول آسيوية مختلفة، والجميع لا يجادل في ذلك، وبالرغم من أننا تطرقنا للحديث عن تخلف مصر وتقهقرها في الوقت الحالي مدنيًّا واقتصاديًّا وخلافه، إلاّ أنه لا خلاف على ثقلها الإستراتيجي والحضاري والثقافي على مستوى العالم، وهذه عالمية أخرى من نوع آخر. وعندما نضيف إلى ذلك عالمية ومكانة السعودية بين الأمم سواء من ناحية ثقلها كمنارة إسلامية ومنها كان ومازال ولد أشرف الخلق أجمعين، ومنها انطلق الإسلام الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور، وفيها بيت الله الحرام، وفيها المدينةالمنورة، ومنها كان الخلفاء الراشدون الذين أقاموا الدولة الإسلامية التي امتدت من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وبالإضافة إلى ثقلها الإستراتيجي الحالي، وثقلها السياسي، ومكانتها الإقليمية الرفيعة، فهذا أيضًا شرف عظيم لنا، يجعلنا نرفع رؤوسنا عالية باسقة، ويجعلنا جديرين باحترام وتقدير العالم أجمع لنا ولأمتنا العربية كافة. ملايين التبريكات لدولة الإمارات العربية المتحدة، وإلى الأمام دائمًا منارة عربية عالمية تشرفنا جميعًا، وندعو لها ولقيادتها الرشيدة الحكيمة بدوام التقدم والازدهار، ومن نجاح إلى آخر، نزهو بك يا إمارات ونفخر ونفرح ونمرح. يتبقى لي دعوات أوجهها لكل الشعوب العربية، ولكل الحكام العرب أن يبحثوا سويًّا، ويتفقوا سويًّا على نهضة أمتنا، وأن نكون كما يجب أن نكون، أن نكون على مستوى ما وهبنا الله من نعم، وما أكثر النعم لدينا من كفاءات بشرية وقدرات مالية، وطبيعة متنوعة امتلكت كل كنوز الأرض ومواردها، هلا يخطط حكامنا المخلصين للعالم العربي 2020، هل أخبركم أنا العبد الفقير إلى الله علمًا وحكمة بالقياس لما تملكون من حنكة وخبرة وعلم بما نحلم ونأمل وكيف نتمنى أن نكون؟ أعلم وأنتم أيضًا تعلمون بأنكم أجدر مني معرفة بما نحب أن نكون.