عرضت قوى المعارضة الوطنية البحرينية، الاثنين، مبادرة لتحريك الحوار الوطني الذي يهدف الى اخراج البلاد من الازمة السياسية، بعد سلسلة حوارات شاركت فيها المعارضة ولم تلمس فيها جدية وعُلق آخرها منذ 19 ايلول/سبتمبر. المنامة (المنار) ودشنت المعارضة مبادرة وطنية شاملة باسم "من أجل البحرين"، أطلقتها في مؤتمر صحفي عُقد بمقر جمعية الوفاق بالزنج، وقالت إنها تهدف لاخراج البحرين من أزمتها، والمساهمة الفعالة في تحقيق تطلعات الشعب بجميع مكوناته. وأعربت المعارضة في مبادرتها عن "جهوزيتها للدخول في عملية سياسية جادة تضع خارطة طريق واضحة ومجدولة زمنيا للوصول الى حل سياسي شامل لكل القضايا السياسية العالقة. وانجاز المعالجات الحقيقية لكل ما نتج من تداعيات لهذه الأزمة". وطلبت في المقابل "ان يتزامن ذلك مع تحمل الحكم المسؤولية الاساسية في انجاح الحوار الوطني كونه المعني الاول بحل الازمة السياسية وتقديم المعالجات اللازمة لها". وشددت على أن "تتم دعوة ممثل عن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وممثل عن الأمين العام للأمم المتحدة لحضور جلسات الحوار وتقديم المساعدات الفنية اللازمة". وخلال المؤتمر قال رئيس الكتلة السياسية لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية عبدالجليل خليل إن المبادرة مفتوحة، مطالباً بعدم تضييع الوقت. وتابع: "كفى لمحاكمات تزيد من الأزمة، كفى للحل الأمني الذي يسير أسرع من الحل السياسي، كفى إلتفافات، كفى مشاريع ترقيعية، رسالة هذه المبادرة للجميع وللحكم أولاً تعالوا نصنع حلا سياسياً بحرينياً عبر حوار جاد وصريح". وفي حين أكد أن هذه المبادرة هي بمثابة بر الأمان للخروج من الأزمة، قال إنها قابلة للنقاش. ولفت إلى أن المعارضة اليوم تتحدث عن فرصة جديدة من أجل فعلاً وقف الهدر للوقت. وقال: نريد كأول خطوة أن نهيء الأجواء من أجل حوار حقيقي يحقق طموحات شعب البحرين. فالمعارضة ما زالت متمسكة بقرار التعليق ولم تقرر بعد الانسحاب الكامل من الحوار أملاً بأن تكون هناك مراجعة حقيقية من قبل أطراف الحكم، وأن تكون هناك فرصة للتفاوض حول الشراكة الحقيقية لصناعة القرار. الموسوي: الحل لن يكون إلا بالحوار الجاد من جانبه، قال القائم بأعمال الأمين العام لجمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد" رضي الموسوي إن الفرصة سانحة لانتاج حل محلي يجنب بلادنا التداعيات التي تعاني منه المنطقة، ونعتقد أننا كبحرينيين بإستطاعتنا أن ننتج حل بحريني يشرع في حل الأزمة. وأضاف: "مبادرة جاءت لتتوج مسيرة طويلة من المبادرات والمواقف التي اتخذتها القوى المعارضة ابتداءاً مما تقدمت به في 2011م لولي العهد، والوثائق التي قدمتها كوثيقة المنامة والمواقف التي تطرحها في بياناتها بين حين وآخر". وأشار الموسوي إلى أن المبادرات السابقة أهملت، مضيفاً "كل التجارب علمتنا أن الحلول لا يمكن أن تنتج إلا من خلال عملية سياسية تكون عبر الحوار". سلمان: المعارضة حريصة على الوطن من جانبه، قال أمين عام جمعية التجمع الديمقراطي التقدمي عبدالنبي سلمان أن اسم المبادرة يدلل على أن القوى المعارضة تمتلك الكثير من الحرص والمسؤولية تجاه الوضع الحالي في البحرين وهو الوضع المتأزم. وأضاف: على القيادة السياسية أن تخاطب العالم وتمد يدها للمعارضة التي مدت يدها طويلا، نحن نصر على أن يكون الحل داخلياً، ونحن نتخوف كمعارضة مما يجري من تحولات في المنطقة بحيث تفرض على البحرين أمور لا ترغب فيها، صحيح أننا نتفاعل مع المجتمع الدولي لكننا أيضاً نطالب أن يكون الحل داخلياً. وشدد سلمان على أن الخيار لاستقرار البلد هو الخيار الديمقراطي، واذا كانت الدول الاقليمية تمد اليد للمساعدة فنحن مستعدون للتعاون. وعن الحوار، أردف: "نحن لن ندخل الحوار الا اذا تهيأت البيئة السياسية، واذا وجد صناع القرار على طاولة الحوار، ولا نستطيع الدخول في التفاصيل المملة إلا مع وجود من يستطيع اتخاذ القرار". القصاب: لا تؤخذ الحلول بالمناكفات وقال نائب الأمين العام للتجمع القومي الديمقراطي محمود القصاب إن هذه المبادرة من أجل تحريك المياه الراكدة، وكل ما نتطلع اليه أن يحسن الجانب الرسمي وكل الأطراف الظن بها بتمعن بعيداً عن المناكفات. وأضاف: ما زلت أتطلع وأتمنى أن الأمور لا تؤخذ بالعناد والمناكفات، ونتمنى أن تحسن هذه الأطراف قراءة هذه المبادرة بحسن نية وبكل مسؤولية وطنية، أما اذا تحقق سيناريو استمرار الحوار من دون المعارضة، فأعتقد أن ذلك ينسف كون الحوار وطنياً. وكانت المعارضة علقت في 19 ايلول/سبتمبر مشاركتها في الحوار الوطني احتجاجا على تصاعد الانتهاكات التي كان آخرها حينها توقيف نائب أمين عام الوفاق خليل المرزوق. /2336/