الشاهين: أصبحنا تحت أضواء دولية خاصة فيما يحدث بين أميركا وإيران آلاء خليفة عقد مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت حلقة نقاشية بعنوان «دور مجلس التعاون لدول الخليج العربية في ظل التغيرات الحالية» تحدث فيها نخبة من الأكاديميين المتخصصين في المجالات السياسية والاقتصادية والجغرافية وأدار الحلقة النقاشية وزير الدولة للشؤون الخارجية سابقا وعضو الهيئة الاستشارية للمجلس الاعلى لدول مجلس التعاون الخليجي سليمان الشاهين. في البداية اكد عضو الهيئة الاستشارية للمجلس الاعلى لدول مجلس التعاون الخليجي سليمان الشاهين اهمية موضوع الحلقة النقاشية في هذا التوقيت على وجه الخصوص، لافتا الى ان الكويت منشغلة منذ شهر اكتوبر وحتى منتصف الشهر الجاري باجتماعات متواصلة فيما يخص مجلس التعاون الخليجي بالاضافة الى مناقشة القضايا الملحة التي تهم دول المجلس، مشيرا الى التطورات الداخلية لكل عضو من اعضاء مجلس التعاون الخليجي وطبيعة العلاقات الثنائية او الثلاثية وتأثيراتها بالاضافة الى القضايا الداخلية. كما ان هناك قلقا على مستوى المحيط العربي ممثلا فيما يحدث في دمشق وبغداد والقاهرة واصبحنا تحت اضواء دولية خاصة فيما يحدث بين أميركا وايران، لافتا ان الغرب اخذ حصة معينة في عملية الاتفاق مع ايران واصبحنا بحاجة لمن يعطينا تطمينات واتخاذ اجراءات فيما يخص مياه الشرب وتأثرها بالمفاعلات النووية. ومن جانبه، اوضح استاذ الادب الانجليزي بكلية الآداب بجامعة الكويت د.سعد بن طفلة ان هناك متغيرات جيوسياسية كثيرة تفرض علينا النظر الى مستقبل مجلس التعاون الخليجي، والازمة تكمن في استمرار التباينات والاختلافات والخلافات وعدم تنفيذ القرارات التي تتخذ من القمم والاجتماعات الوزارية ومنها على سبيل المثال قرارات مؤتمر الدوحة 2009 فيما يخص السوق الخليجية المشتركة والتعريفة الجمركية او توحيد البطاقة او العملة الخليجية الموحدة او تسهيل التجارة. ولفت بن طفلة الى ان هناك الكثير من العوائق التي تقف امام التجار في الاستثمارات الخليجية ما عدا مدينة دبي كونها مدينة عالمية منفتحة على العالم اجمع وقال: وعلى سبيل المثال لا يمكن ادخال مواشي حية عبر الحدود السعودية الكويتية والعكس صحيح الا بترخيص لا يمنح الا للمتنفذين. واشار بن طفلة الى ان بعض الشركات الخليجية تواجه الامرين كونها دخلت في مشاريع التنمية الكويتية تضارب القرارات ما بين وزارة الاشغال ووزارة التجارة والجمارك وغيرها من الجهات المعنية وطالب بن طفلة بإيجاد آليات لتنفيذ القرارات التي تصدر عن القمم وان تكون هناك محاسبة في حال عدم تنفيذها على ارض الواقع، موضحا ان مجلس التعاون الخليجي لا يخول الامانة العامة باتخاذ اي اجراء عقابي في مسألة عدم تنفيذ قرارات القمم والاجتماعات الوزارية. من جانبه ذكر د.وليد المنيس من قسم الجغرافيا بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت انه يؤيد ان تتقارب دول مجلس التعاون الخليجي لتصل الى مرحلة الاتحاد، لافتا الى ان الخلافات الموجودة حاليا قد تكون هي السبب في ايجاد تحرك لمزيد من التعاون فيما بينهم، موضحا ان هناك اوجاعا سياسية بينية ولكنها تبقى ضمن الاطار الطبيعي، وذكر المنيس ان من ايجابيات مجلس التعاون الخليجي الثبات امام التقلبات وملء فراغ الساحة العربية والثقة العالمية كمانحة بالاضافة الى تنقية الوعاء التجاري والعولمة العمرانية الاستثمارية وتبادل الادوار السياسية وذوبان الفرد في الجماعة والقرار الجماعي. اما استاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د.شفيق الغبرا فأوضح ان هناك الكثير من التغيرات التي حدثت مؤخرا في الامارات وقطر والسؤال هو هل ستخدم تلك التغيرات دولا اخرى كون ان تلك الانجازات اكثر من حاجة الدول التي تمت فيها؟ وأكد الغبرا ان تجربة مجلس التعاون الخليجي لها ايجابيات وانجازات منها التنقل بسهولة بين دولة خليجية وأخرى، مشيرا الى انه ما زالت طريقة ادارة مجلس التعاون تقليدية بطيئة نمطية وتفتقر الى الشفافية بل تميل الى المجاملات احيانا بما يجعلنا نتشكك من سياسات تؤدي الى تورط المنطقة بإشكاليات لا يمكن تحملها. وتساءل: اين نحن من حقوق الانسان في الحديث عن الوحدة الخليجية؟ معربا عن استيائه من منع شخص خليجي من دخول دولة خليجية بسبب آرائه السياسية الشخصية، مؤكدا انه يتوجب علينا ان تتمسك الشعوب بالرؤى الديموقراطية وان تستميت في الدفاع عنها، مؤكدا ان شرعية الاسر القائمة في الخليج هي شرعية تاريخية لا بديل عنها لكن هذا لا يمنع من وجود شرعية شعبية تؤدي الى التعاون بما يخلق واقعا سياسيا متوازنا. ومن وجهة نظر استاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د.حسن جوهر فإن الانجازات التي حققها مجلس التعاون الخليجي حتى يومنا هذا لا ترقى الى مستوى الطموح الذي تتطلع اليه الشعوب الخليجية كونها انجازات بطيئة، موضحا ان الخطوات التي تتخذ بطيئة ومترددة وهناك غياب للرؤى الاستراتيجية في عالم السرعة الفائقة والتغيير وتدافع المعلومات وصناعة القرار. من جهته، قال أستاذ الاقتصاد في كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت د.عباس المجرن ان معظم المتحدثين في هذه الورشة غلبت عليهم سمة التشاؤم، والتحليل الواقعي يحتم علينا هذا الامر بسبب اعتمادنا في دول مجلس التعاون الخليجي على الثروة النفطية وهي ثروة ناضبة لن تدوم، فضلا عن دخولنا في الاسواق العالمية محاولين كسب تلك الاسواق وسط منافسة قوية من بقية الدول، فضلا عن عدم نجاحنا في دول الخليج في تنويع الاقتصاد.