لم أستطع مداراة دمعة امتنان ورضى وشكر لهذه الفعالية الجميلة العميقة في رمزيتها ومعانيها، ففي اليوم الوطني رفع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، علم الإمارات على سارية كاسر الأمواج في أبوظبي، متوجاً بذلك المحطة الأخيرة لمسيرة العلم التي جابت الإمارات السبع بمناسبة اليوم الوطني ال 42 للدولة. وسط تمزق العالم العربي ومشهد أوطان الأشقاء الغالية والثمينة تتهاوى نداري دمعة أسى، واستشعار ما تعنيه كلمة اتحاد تحت راية واحدة وكلمة واحدة ومشروع مشترك يجسد نبضة الاتحاد الإماراتي، وكأني أستمع لخفقات قلوب المواطنات والمواطنين أثناء متابعتي فعالية تتويج مسيرة العلم برفعه على السارية، ووصول الراية الوطنية وتسليمها من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، صباح يوم الاثنين الثاني من ديسمبر وهي المسيرة الأولى من نوعها، واستمرت سبعة أيام انطلاقاً من إمارة الفجيرة في مشهد مغرق بالرمزية والعنفوان وصدق النيات. من مبادرة «فوق بيتنا علم» و«البيت متوحد»، و«مسيرة علم» التي يسهم فيها المواطن والمواطنة وبقوة مفعلاً الاحتفالية بصورة واقعية، أو بتوثيقها بالتصوير، وبثها في مواقع التواصل، أو متحدثاً عنها، أو داعياً لها، وللقائمين عليها أن تكلل بالنجاح، حيث يعتبر تداول الراية الوطنية قاسماً مشتركاً، ومن المعلومات المهمة ما رصدته تقارير صحفية تؤكد تصدر علم الدولة مبيعات محال الزينة بمناسبة اليوم الوطني ال،42 وأكد عدد من أصحاب المحال التجارية في دبي أن العلم بشكله الرسمي كان الأكثر طلباً من المواطنين والمقيمين الذين حرصوا على اقتنائه بأحجام مختلفة، والطلب بكميات كبيرة كان من مؤسسات وهيئات وأفراد، وبأحجام مختلفة إلى جانب صور رئيس الدولة وحكام الإمارات. هناك من قدر مبيعات علم الدولة بأنها شغلت نسبة 60 في المئة من إجمالي المبيعات، وأتصور أنه رقم متواضع، نظراً لكثافة الإقبال وحرص الغالبية وتركيزهم الأكبر على العلم الذي يمكن رفعه أعلى المباني والمنازل، ويؤكد أحد الباعة أن مشكلة حقيقية مع الخياطين ومحال التطريز واجهت محال الزينة، نتيجة ارتفاع الطلب، إذ لم يعد لديهم متسع من الوقت لإنجاز طلبات السوق من الأعلام، خصوصاً الكبيرة منها، تأخرت العديد من الكميات المطلوبة، ولم تنجز حتى ليلة العيد الوطني. بات ملحاً توطين قطاع مبيعات التجزئة وإسناد خياطة العلم وإنتاجه وحصاد مبيعاته للمواطنة والمواطن، ليستثمر فيه، ويصنع منه حكاية استثمار ونجاح جديدة، وليكون منتجاً وطنياً بنسبة 100 في المئة ناتجاً من كونه أول السلع وأهمها وأعزها على القلوب وأكثرها وجوداً في المنازل والاحتفالات والمناسبات. [email protected] The post الراية الوطنية: خفقات قلوب appeared first on صحيفة الرؤية.