تواصلت حملة «دمي لوطني» حتى ساعة مبكرة من صباح أمس، بسبب الإقبال الكبير من المتبرعين الذين توافدوا على مقر التبرع في القرية العالمية في دبي إلى ما بعد منتصف الليل. وقال منظمو المبادرة إن الحملة حققت نجاحاً كبيراً في دورتها الثانية، إذ تم جمع 449 وحدة، وهو رقم كبير يقدر بضعف ما تم جمعه في الدورة الأولى من المبادرة التي أقيمت بالتزامن مع احتفالات اليوم الوطني العام الماضي. وتنظم المبادرة «الإمارات اليوم» و«خدمة الامين» و«صحة دبي»، وتقام وفقاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، وتهدف إلى جمع تبرعات الدم لمصلحة مرضى الثلاسيميا ومصابي الحوادث وحالات الأمراض المزمنة والخطرة. مركز دبي للتطوع تعاون مركز دبي للتطوع مع مبادرة «دمي لوطني»، إذ وجدت 15 متطوعة ومتطوعاً في مقر الحملة في القرية العالمية، وتولوا استقبال المتبرعين، وتنظيم دخولهم إلى مقر التبرع، ومرافقتهم حتى الخروج. ولم يكتف المتطوعون بهذا الدور، بل جابوا القرية العالمية لدعوة الزوار إلى التبرع، وأقدم بعضهم على التبرع بالدم إلى جانب دورهم التطوعي في الحملة. وأقيمت «دمي لوطني» على مدار يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، واستقبلت مئات الراغبين في التبرع، الذين أبدوا رغبة شديدة في تقديم دمهم للوطن. واضطرت اللجنة المنظمة إلى مد ساعات استقبال المتبرعين بعد منتصف الليل لاستيعاب الأعداد المتزايدة، واعتذرت لعدد كبير من السائحين والزوار وصغار السن عن عدم قبول تبرعهم، وفقاً للمعايير الدولية في التبرع بالدم. كما توجهت أسر مواطنة وعربية ترتدي ملابس مزينة بعلم الإمارات إلى خيمة التبرع، للتعبير عن احتفالها باليوم الوطني، من خلال التبرع بالدم. ووفر مركز دبي للتبرع بالدم التابع لهيئة الصحة 17 فنياً وممرضاً للتعامل مع الراغبين في التبرع بالدم. وبذل ممرضو وفنيو المركز جهداً كبيراً استمر أكثر من ثماني ساعات متواصلة في كل من يومي التبرع، دون الحصول على أي راحة. ويجري الممرضون فحوصاً طبية على كل راغب في التبرع للتأكد من تحمّل حالته الصحية التبرع بالدم، تشمل فحص نسبة الهيموغلوبين في الدم، وضغط الدم، قبل أن يتولى فني سحب كمية الدم المتبرع بها. واثنى متبرعون بالدم على جهود خدمة الأمين في شرطة دبي، التي تولت إقامة خيمة كبرى مجهزة بكل الإمكانات لاستقبال المتبرعين. ووفر موظفو خدمة الامين عصائر وسوائل للمتبرعين بالدم، لتعويضهم عن الدم المتبرع به، كما نشروا لوحات إرشادية في القرية العالمية للتيسير على المتبرعين في الوصول إلى مقر التبرع. وتأتي حملة «دمي لوطني» ضمن مبادرة «تبرع» التي أطلقتها «الإمارات اليوم»، مطلع العام الماضي، بعدما علمت بوجود نقص شديد في كميات الدم في مركز التبرع الرئيس في هيئة الصحة في دبي، الذي يغذي المستشفيات الحكومية والخاصة، ويغذي مركز علاج الثلاسيميا، ومركز الإصابات والحوادث في مستشفى راشد، باحتياجاتها من الدم.