كيف يتحوّل الإنسان إلى مادة فقط؟، هو ذلك هدف العولمة الاستعمارية،، الواقع المخيف الذي تحياه مجتمعاتنا الآن ،انفصال عن أصل الوجود الحقيقي «الأرض»، فأبناؤنا لا يدركون مهمتهم الأساسية على أرض يعيشون عليها، هل يفهمون معنى شجرة البُن في وطننا كما هي شجرة الزيتون في فلسطين، والنخل في الصحراء؟.. فالشجرة هي الصورة الحقيقية لبقاء الإنسان على أرضه حراً غنياً. استخدم «توماس فريدمان» صورتين للتعبير عن المجتمع الهش الذي خضع لسياسة «العولمة» والمجتمع ذي الجذور الأصيلة ، فصورة المجتمع الأول عبّر عنها بسيارة لكسز، والصورة الثانية للمجتمع الأصيل عبّر عنها بصورة شجرة الزيتون، صورتان تكشفان فداحة الوضع العربي الآن، أجيال لا تفكّر إلا باقتناء السيارات وغيرها من وسائل التواصل الحديثة لغرض الامتلاك فقط، ومن المؤكد أنهم لم يفكروا حتى بشكل شجر الزيتون أو كيفية زراعتها وأشار فريدمان أيضاً إلى «إنه لم يحدث أن خاضت دولتان توجد فيهما مطاعم ماكدونالدز حرباً فيما بينهما، بل شنت الحروب ضد الدول التي لا يوجد فيها ماكدونالدز مثل العراق وسوريا وإيران .الماكدونالدز تحوّل هنا إلى رمز «ضياع الهوية» ويبعث الهدوء لنفسية المستعمر ، فهذه الشعوب تفضل الوقوف على طوابير الهمبرجر ولا تنوي الدخول في معارك الوجود. فقد ضمرت الهوية والكرامة.. الماكدونالدز هذا المسحوق الأصفر يوضع في السندوتش أو المشروب هو شيء معنوي لتحلل الكيان الإنساني إلى كيان جسماني يتحرّك فقط ليعيش دون قدرة أو هوية.