لن تنفعك صلاة أو صيام أو قيام، ولن تشفع لك صدقة او زكاة عندما يواجهك ربك يوم القيامة بقائمة اسماء ضحاياك من المظلومين، عندئذ ستضيع اعمالك وتتضاعف سيئاتك ويُلقى بك الى النار. من اجل هذا كان تحذير ووعيد الخالق من الظلم وعاقبته في الحديث القدسي: «يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا».. فإن الإسلام قرآنا وحديثا بالغ في النهي عن الظلم سواء ظلم الانسان لنفسه بارتكابه المعاصي، او ظلمه لغيره بأخذ حقوقهم او تعطيلها، وانتهاك حرمتهم، والإساءة اليهم والنوع الثاني اخطر وأشد جرما لانه يتعلق بالآخرين، ولان الله لا يغفره للعبد بمجرد توبته بل لابد ان يصلح ما افسده وان يأخذ عفوا ممن ظلمه، او يرد عليه مظلمته، والا فالمشهد سيكون كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ان المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار». والظلم هو وضع الأشياء في غير موضعها، وقد منع الله نفسه ان يظلم عباده رغم قدرته على ذلك ولكنه سبحانه لا يفعله- جودا وكرما منه، فمن باب أولى ان يستجيب العباد لتحذيره تعالى من التظالم فيما بينهم وان يدركوا عواقبه السيئة في الدنيا والآخرة.