اثناء تواجدي في الحديدة تلقيت شكوى من أسر أربعه عشر مواطنا معتقلون في سجن الأمن السياسي وصلت مدة سجن بعضهم ما يقارب السنتين دون إحالتهم إلى القضاء. أن ذلك مخالفة لدستور الجمهورية اليمنية وقانون الإجراءات الجزائية الذي يوجب على جهات الضبط القضائي تحويل أي معتقل إلى النيابة خلال مدة لا تتجاوز أربع وعشرين ساعة من لحظة إلقاء القبض عليه .وحيث أن بقاء أي شخص في أي سجن كان دون أوامر الجهات القضائية "النيابة – المحكمة" يعتبر جريمة بنص الدستور والقانون وتشدد العقوبة إذا كانت من موظف عام كما هو الحال أن القانون قد جعل للنائب العام سلطة الرقابة على السجون والإفراج عن المحتجزين خلافاً للقانون والتحقيق مع القائمين بالاحتجاز وإحالتهم إلى المحكمة . العالَم اليوم أشبه بحريق كبير، وخبراء الإنقاذ العاملون فيه قليلون جدًّا بالمقارنة مع من يحتاج إلى إنقاذ، وفي مثل هذه الحالة؛ يتمّ الاستعانة بمتطوعين يتلقّون تدريبات أساسية سريعة ليشاركوا في عمليات الإنقاذ -[المبادئ الستة]- ومهمّتهم هي إخراج أكبر عدد ممكن من الناس من هذا الحريق مع إعطائهم إسعافات أولية سريعة وبعض التوجيهات قبل مواصلة الإنقاذ، ولا يُطلب منهم إضاعة الوقت فيما يمكن أن يقوم به غيرهم من الخبراء والمختصين [أو العلماء]، والعقلاء العارفون يتوقعون كثرة الأخطاء مع كثرة هؤلاء المتطوعين، ولا يدفعهم هذا لمقاطعتهم والتحذير منهم ومن جهودهم مع علمهم بأهميتها ونفعها الكبير، بل يسعون في إصلاح الخطأ وتغطية النقص والمشاركة في هذه الجهود التي لا مثيل لها في العالم، كما قال الشيخ محمد العثيمين وغيره. فالحذر الحذر من أذية المؤمنين؛ {والذين يؤذُون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا} وما يدريك لعلّهم أن يكونوا من أوليا الله جلّ جلاله، وقد قال سبحانه في الحديث القدسي: {من عادى لي ولياًّ فقد آذنته بالحرب} فكيف بمن يعادي ويؤذي آلاف الأولياء والدعاة إلى الله عزّ وجلّ؟. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {إنّ المفلس من أمّتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطَى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه ثم طُرح في النار} رواه مسلم، فكيف لو كان خصومه مئات الآلاف؟ هل ستنفعه فتوى فلان وكتاب فلان؟ كلاّ، لأنها حقوق الناس، وحقوق الناس لا تسقط إلاّ برضاهم، فحتى لو كان يظن أنه يحسن صنعا؛ فقد قال ربنا سبحانه: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا؟ الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا} وحتى لو كانت زلّة لسان لم ينتبه لها، فقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: {إنّ العبد ليتكلّم بالكلمة ما يتبين فيها يزلّ بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب} متفق عليه، وما عذره وقد أمره الله أن يتبين قبل أن يتكلم؟ فقال: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} فلا يكفي أن يغلب على ظنك صحّة ما يُقال ولا حتى بنسبة 90٪، حتى تتيقن منه 100٪، ثم لا تتكلم بعدها حتى تترجح عندك مصلحة ذلك، فمن زلّ لسانه أو قلمه بشيء فلْيبادر بالتوبة قبل أن تزلّ قدمه في النار، ويلزم لتمام التوبة أن يعيد الحقوق إلى أهلها بإصلاح ما أفسده عليهم في أنفسهم أو أعراضهم أو أموالهم، أو يطلب العفو منهم، فإن عجز عن ذلك فلْيستغفر لهم ويدعو لهم ويتصدق عنهم حتى يرى أنه قد أدى حقوقهم. فإن أول ما يحاسب عليه المرء من العبادات الصلاة وأول ما يحاسب عليه المرء من الحقوق الدماء يأتي المقتول ظلما وعدوانا فيقول يا رب ويمسك بالقاتل بين يدي الجبار يوم لا مال ولا رشوة ولا محسوبية ولا مجاملة يوم العدل وأشرقت الأرض بنور ربها {وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ{69} وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ} يا رب اسأل هذا فيما قتلني لما استباح عرضي لماذا أراق دمي لماذا اعتدى عليَّ – نسأل الله العفو والعافية - نسأل الله العفو والعافية - نسأل الله العفو والعافية – كما استمرأ الناس دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم والمصطفى عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع لم يجعلها مجرد حقوق بل رفعها إلى درجة المحرمات فوق الحقوق فقال أي شهر هذا أي بلد هذا أي يوم هذا وهم يقولون الشهر الحرام والبلد الحرام واليوم الحرام فيقول إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ثم قال بعد ذلك ألا لا ترجعوا بعدي كفارا ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض هذا هو الأساس الأساسي والأصل الأصيل والركن الركين في احترام النفس البشرية في المحافظة عليها في وجوب أو في حرمة الاعتداء عليها وأعظم .