استطاع نزلاء دار الملاحظة بالباحة ان يقتحموا مجال الحرف اليدوية ويلتحقوا ببرنامج حرفي يساعدهم على صقل مواهبهم، ومهاراتهم اليدوية، وكذلك الاستفادة من تلك البرامج في شغل أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالفائدة وعلى المجتمع بالنفع، وإكسابهم المهارات اللازمة لتمكينهم من إتقان صناعة الأبواب التراثية، ومساعدتهم في التسويق والدعم لمشروعاتهم الخاصة، وتوفير مصدر دخل ثابت لهم، بالإضافة إلى المحافظة على الهوية التراثية وغرس القيم في نفوس الحرفيين النزلاء. «المدينة» زارت دار الملاحظة بالباحة، والتقت عددا من النزلاء الذين التحقوا ببرامج تراثية وتدريبية، حيث يقول ر.ر: وجدت المتعة في الحرفة اليدوية من حيث نحت الاخشاب والتعامل مع الادوات، وقد اكتسبت الكثير من الفوائد في الحرف اليدوية ومن اهمها الصبر والاتقان، حيث تحتاج الى يد ماهرة في التصميم والتنفيذ، ولا نبدأ الا بالتصميم قبل أي عمل، وقال: اتمنى ان تكون هناك برامج موسعة في مجال التراث والحرف اليدوية من اجل الفائدة، وقد تستمر مع الشخص سنوات لا ينساها، وخصوصا وانها اندثرت ولم تعد مثل في الماضي، ولهيئة السياحة أيضا دور في إحياء هذه الحرف التي اندثرت. أما ث.ك فيقول: لقد وجدت في الحرف اليدوية وسيلة لإبراز المهارات الفنية وكذلك الذهنية والجسمية، والتحفيز على حب العمل والاستفادة من الوقت، حيث نتعاون مع مجموعة في صناعة الابواب التراثية او غيرها من الحرف اليدوية. ويقول المدرب عبدالله بشير ان النزلاء يقدمون أعمالهم ومنتجاتهم طوال العام عبر برامج معدة بهذا الشأن، وأن هذه المعروضات قابلة للبيع، مؤكدًا إعداد خطة بهذا الخصوص، بحيث يستفيد النزيل ماديًا من بيع أعماله ومعنويًا عند إحساسه بتقدير المجتمع لعمله. وأشار بشير إلى ان الصناعات الحرفية جزء مهم من تلك الصناعات بل وأساسها في حقيقة الأمر فهي موروث حضاري وثقافي واجتماعي عريق تتوارثه الأجيال المتعاقبة أبا عن جد، لذا كان من الأهمية بمكان إن تحظى هذه الحرف بقدر وافر من التقدير والإعزاز وتحظى الصناعات الحرفية في الوقت الحاضر باهتمام كبير ومتزايد من قبل الحكومة الرشيدة وبمتابعة من سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار الذي أراد بحنكته المعهودة ان تستعيد هذه الموروثات العريقة دورها ومكانتها الاجتماعية والاقتصادية وان تبني لنفسها مكانة مناسبة بين سائر الحرف على المستويين الإقليمي والدولي وأن تلعب دورا ورافدا في نمو الاقتصاد الوطني. وقال الدكتور عبدالله بن سليمان الوشيل مدير عام مركز تنمية الموارد البشرية السياحية الوطنية «تكامل»، ان المركز أنجز من بداية العام الى الربع الثالث من هذا العام بالتعاون مع «بارع» بتدريب 655 حرفيا وحرفية على 31 برنامجا في الصناعات والحرف اليدوية، وكذلك لتصبح بالنسبة لمن يريد الاستمرار والاحتراف في هذا المسار مصدر دخل شريف. وتساهم الهيئة ايضا بالعمل مع عدد من الشركاء على توفير منافذ تسويق معتمدة لدى الهيئة من خلال اتفاقات التعاون المبرمة بهذا الشأن في عدد من مناطق المملكة، وأكد الدكتور الوشيل على توجيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار القاضي بأهمية أن يتم التخطيط لكل البرامج بما يضمن في نهاية الأمر مخرجًا فاعلًا يعود بالنفع على المواطن والوطن ويحقق أهداف خطة التنمية السياحية المستدامة، مشيرًا إلى أن الهيئة تنطلق في برامج دعم وتأهيل الحرفيين والحرفيات من منطلق أهمية تلك الحرف والصناعات كمنتج سياحي يعكس تراث وتاريخ بلادنا، متى ما أمكن تسويقه للسياح من داخل وخارج المملكة، إلى جانب اهتمام الهيئة بالحفاظ على تلك الحرف والصناعات من الاندثار. المزيد من الصور :