افتُتِح في كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد المعرض الجماعي السنوي لأعضاء هيئة التدريس بالكلية، الذي يحمل عنوان «روعة الصحراء». ويضم المعرض، الذي سيستمر مفتوحاً للجمهور في «غاليري الفنون» بمقر الجامعة بمدينة خليفة بأبوظبي حتى 19 الشهر الجاري، نحو 30 عملاً فنياً تتنوع بين التصوير التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي والأعمال التركيبية والفيديو والفنون الإلكترونية وغيرها. «الثيمة» المحورية التي يعالجها المعرض هي صحراء الإمارات، بتلقائية مشهديتها وانسيابيتها، وبما تستدعيه في الذهن والخيال من مشاهدات وتصورات وخيالات حرة تتولد عبر علاقة الإنسان بها. فخلال تفاعله الإدراكي مع مفردات الطبيعة فيها، كالسراب وكثبان الرمل والصَبّار والنسائم، تتحول العناصر من صورتها العينية الواقعية إلى ما يشبه الخيالات في الحلم أو الهاجس، وتتماهى في صور الأشياء الرؤية مع الرؤيا، والحقيقة مع الوهم. وقد عالج الفنانون المشاركون بالمعرض «ثيمة» الصحراء من حيث هي حقيقة وجودية يرتبط بها الإنسان هنا عضوياً ومصيرياً، يتحد بها وهو في ملكوتها، وتلاحقه إلى خارج حدود بداوتها وأطرافها المترامية، بل وترافقه كالظل حتى وهو يحاول أن يغادرها للانغماس في مظاهر العمران والمدنية العصرية. وهكذا تجد للصحراء، «بمفاهيمها» المشهدية الخاصة، انعكاساتها واندياحها على وجوه الإنسان في اللوحات، وكذا على وجوه القوارب والسفن، فتبدو وكأنها هلامية، أقرب إلى الحالات منها إلى الملامح. وبمناسبة المعرض، قال ستيفن تارانتال، عميد كلية الفنون والصناعات الإبداعية وأحد المشاركين فيه، إن «غاليري الفنون يشكل عنصراً إبداعياً وتعليمياً مهماً في برنامجنا بجامعة زايد، فهو الحاضن لاكتشافاتنا الإبداعية والبحثية، التي نقوم بها خلال عزلتنا داخل استوديوهاتنا ثم نأتي بها هنا لنعرضها أمام الجمهور». وأضاف «إننا نحسب هذا الغاليري فضاءً إبداعياً مؤسسياً بحق، ففيه نعرض أعمال فناني الكلية وطلبتها وخريجيها وإبداعات الفنانين الرواد، سواء كانت الأفكار هنا حرة أو تتمحور حول مفاهيم محددة».