صنعاء / عدن حرة : السبت 2013-12-07 02:03:21 كشف مستشار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لشؤون الدراسات والبحث العلمي فارس السقاف أن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مجمع وزارة الدفاع في العرضي بصنعاء, نفذ من قبل تنظيم "القاعدة" مع شركاء آخرين سهلوا له تنفيذه. وقال السقاف ل"السياسة", "إن الهجوم كان يستهدف النظام برمته وليس مقر وزارة الدفاع فقط, حيث تم باستخدام قذائف آر بي جي, ثم سيارة مفخخة أعقبتها سيارتان تقلان مسلحين اقتحموا مجمع الدفاع وكانوا في حدود 25, إضافة إلى قناصة يطلقون من منازل مجاورة قذائف صاروخية على المجمع". وأوضح أن هناك مجموعة ثالثة كانت موجودة للتغطية في حال فشل الهجوم, مشيراً إلى "أن الهدف من الهجوم إظهار عدم قدرة الدولة على حماية مقر قيادة الجيش, كما استهدف إفشال الحوار وتعطيل جميع أجهزة الدولة". واعتبر أن "الهجوم كان من أشد الهجمات الإرهابية بهدف تعطيل أجهزة الدولة وشل قدرتها", مؤكداً أنه "كان مشروعاً لإسقاط النظام ليس بانقلاب عسكري بل بهذه الطريقة خاصة مع اقتراب الحوار من نهايته". وتوقع أن يعيد هادي بعد الهجوم ترتيب أجهزة الجيش والأمن وأن يجري تغييراً حكومياً بعد الحوار ليأتي بحكومة "أقوى من الحالية", كما توقع أن ينهي مؤتمر الحوار أعماله منتصف ديسمبر الجاري. إلى ذلك, استعادت قوات الجيش السيطرة الكاملة على مجمع وزارة الدفاع في صنعاء بعد 20 ساعة من المواجهات والاشتباكات العنيفة مع عناصر "القاعدة" الذين اقتحموا المجمع أول أمس. وذكرت وزارة الدفاع في بيان, "أن القوة المكلفة التعامل مع الجماعة الإرهابية التي هاجمت مستشفى مجمع الدفاع بالعرضي (أول من أمس) أنهت مهمتها بنجاح تام بعد القضاء على الإرهابيين". وأوضحت أن ثلاثة منهم قتلوا عند البوابة الرئيسة للمستشفى من قبل أفراد الحراسة, فيما قتل ثلاثة آخرون بعد أن ارتكبوا جرائم القتل بحق الأطباء والممرضين والمرضى من المدنيين والعسكريين اليمنيين والأجانب, حيث راح ضحية الهجوم الإجرامي 52 شخصاً و167 جريحاً. وأضافت "أن خمسة من الإرهابيين قتلوا بعد أن حاولوا الفرار من البوابة الشرقية ولجأوا إلى أحد المباني, حيث تمت محاصرتهم والقضاء عليهم, كما تمت السيطرة على الموقف في المجمع والمستشفى". وكانت اللجنة الأمنية العليا أوضحت في بيان, أن بين القتلى طبيبين ألمانيين وطبيبين فلبينيين وممرضتين فلبينيتين وإحدى الممرضات الهنديات وطبيبة يمنية, فيما ذكر موقع "26 سبتمبر نت " التابع لوزارة الدفاع أن من بين القتلى أحد أقارب هادي ويدعى منصور الخضر محمد منصور وكان برفقة أحد أقاربه المرضى في المستشفى. وأعلن هادي خلال استقباله, أمس, مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثة الخاص إلى اليمن جمال بن عمر الذي وصل صنعاء, آتياً من نيويورك, اعتقال عدد من منفذي الهجوم على مجمع وزارة الدفاع, مؤكداً أن المجرمين لن يفلتوا من العقاب العادل والرادع. من جانبه, أعرب بن عمر عن تقديره لشجاعة هادي بعد زيارته موقع الهجوم أثناء حصول الاشتباكات. وعلمت "السياسة" من مصادر مطلعة أن قوات الجيش اعتقلت ثلاثة من المسلحين, وأن أحد قتلى التنظيم اختبأ في أحد مكاتب الدائرة المالية داخل المجمع حتى ليل أول من أمس, حيث تم تبادل إطلاق النار مع الجنود وكان يهدد بتفجير حزام ناسف يحمله قبل أن يقتل برصاص الجنود, موضحة أن أغلب المهاجمين الذين قتلوا كانوا انتحاريين يحملون أحزمة ناسفة. في المقابل, أعلن "القاعدة في جزيرة العرب" مسؤوليته عن الهجوم, مؤكداً أنه جاء رداً على استهدافه من قبل وزارة الدفاع. وذكر التنظيم في بيان, على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أنه "استمراراً لسياسة استهداف غرف عمليات الطائرات التجسسية وجه المجاهدون ضربة قاسية لإحدى هذه الغرف في مجمع قيادة وزارة الدفاع, بعدما ثبت لدى المجاهدين أن المجمع يحوي غرفاً للتحكم بالطائرات من دون طيار ويتواجد فيه عدد من الخبراء الأميركيين". وأكد أن "المقرات الأمنية المشتركة أو المشاركة للأميركيين في حربهم ضد هذا الشعب المسلم هي هدف مشروع لعملياتنا في أي مكان كانت وسنفقأ هذه الأعين التي يستخدمها العدو". من ناحية ثانية, أعلن رئيس المؤتمر الوطني لشعب الجنوب محمد علي أحمد أنه عاد إلى محافظة عدن لمشاركة الشعب الجنوبي في نضاله, بعد أن حقق "إنجازات وانتصارات" للقضية الجنوبية في مؤتمر الحوار. وقال أحمد في تصريحات صحافية إن قرار انسحابه والمخلصين معه من ممثلي الحراك الجنوبي من مؤتمر الحوار لا رجعة فيه, نافياً وجود أي تواصل أو اتصال من أجل عودتهم إلى الحوار. * السياسة 101