قال الشاعر: بين الردى والطيب بالناس فرقت وراعى الردى يبطى وأنا ما عذلته وقال الآخر لولا الردى ما بان الطيب بالناس ولولا ظلام الليل ما أقبل صباح واحد يعيش العمر معدوم الإحساس واحد من الإحساس تنزف جراحه مرارا وتكرارا تنشر صحفنا المحلية أعمالا بطولية لبعض من الشباب تعرضهم أحيانا للهلاك ولكن شهامتهم ومروءتهم تأبى إلا أن يفعلوا شيئا ولو ضحوا بأنفسهم من أجل أن ينقذوا من يهدده الموت وذلك حينما يصادف أيا منهم موقف محرج كأن يرى الإنسان رجلا أو أسرة تشتعل مركبتهم نارا أو يرى من هوى فى لجة من البحر أو النهر أو حتى من الأمطار وهو المعني بهذا المقال فتقف مركبته فيتعرض ومن معه للهلاك إن لم ينقذ على عجل ومن يفعل هذا الفعل الخير لا يعدم جوازيه وقد مرت بنا أمثلة بطولية قام بها بعض الشباب فأنقذوا أرواحا بل أنقذوا أرواحا وأزهقوا أرواحهم هم فيا لها من شجاعة وما أعظمه من فداء ومن أمثلة ذلك ما فعله كل من رشيد زامل الهزانى وسيف فدعوس الشمرى وعمر الفقيه حينما أنقذوا امرأة من الغرق فصدر أمر سمو وزير الداخلية محمد بن نايف بتعيين رشيد وزامل فى مديرية الدفاع المدنى وترقيتهم استثنائيا ومنحهم وزميلهم نوط الإنقاذ أما الآخرفرجل من سلاح الحدود بالشمالية لقي مصرعه غرقا عند محاولته إنقاذ عائلة احتجزتها السيول شرقى مدينة عرعر (أرجو أن يكون من الشهداء) رحمه الله فهنا تمثلت الشهامة والرجولة ونبذ الذات والأنانية وهنا تمثل الطيب الذى تحدث عنه الشاعر وفى مقابل ذلك وفى موقف شوهد يوم الإثنين 15/1/1434ه فى ذلك اليوم المطير وفى الساعة الواحدة والنصف مساء فى شارع اسطمبول وفى جزء منه مملوء بالأمطار تعجز عن عبوره بعض المركبات ومنها واحدة تحمل أسرة اب وزوجة وأطفال توقفت داخل البحيرة كاد أن يغمرهم الماء وكادوا أن يواجهوا حتفهم لولا لطف الله عز وجل فهيأ لهم شبابا هرعوا مسرعين لإنقاذهم فدخلوا لجة الماء بملابسهم فدفعوا مركبة الأسرة إلى خارج البحيرة فكاد الأب والأم أن يبكوا بل بكوا فرحا بالنجاة من الموت بيت القصيد وهو الشيء المؤلم والمحزن أن على حافة البحيرة أربعة من رجال المرور يراقبون المشهد المحزن ولا حراك فانتقدهم الشباب لعدم تحركهم لإنقاذ تلك الأسرة المهددة بالموت فكان جواب أحدهم (لقد بلغنا عن الحالة) واعتبروا أنهم قاموا بالواجب الإنسانى والوطنى غير أن أحد الشباب انتفض من الغضب وذكرهم بأن لديهم واير ولم يتحركوا لانقاذ تلك الأسرة المهددة بالموت والتحرك مطلوب منه للانقاذ ولو لم يكن معهم الواير لدرجة أن الشاب انتقدهم نقدا لاذعا ولكن لعلمهم بخطئهم تحملًوا اللوم والنقد دون رد ومن هنا أحيى هؤلاء الشباب وأدعو سمو الأمير محمد لمكافأتهم اما موقف رجال المرور المحزن فيناقض ما تحدث به سعادة العقيد على الدبيخى مدير مرور الرياض لجريدة الاقتصادية حينما قال (ليس صحيحا ما يدور بأن موظفينا لم يساندوا المواطنين فى الأزمات وأوقات الذروة بل هم أول من يبادر بذلك كون واجبهم يملى عليهم ذلك )وقوله (إن رجل المرور صاحب مبادرة بالدرجة الأولى وأنه يتخذ القرار سريعا دون أن ينتظر طلب الإذن أو الموافقة) فهل ينطبق ما قاله سعادة العقيد مع ما وقع من رجال المرور الاربعة ؟ للأسف لا .. فشكرا لكم ايها الشباب المتفانى .. صالح العبد الرحمن التويجرى- الرياض