لا أكلف نفسي عناء التفكير في البحث عن مكان أقضي فيه السهرة أو حتى بعض ساعات المساء الشتوي الطويل- فقد اعتدت مرغماً على مكان معين وأناس معينين وحديث مكرر (يكاد يقول دعوني) وهنا اعترف انني لاأمتلك شجاعة التغيير في زمن تداخل فيه كل شي بكل شي وتقدر تقول صار(عجينة)ولا انت عارفله أول من آخر -والادهي ان كل واحد منا يعيش في عالمه الخاص ينكت ويدردش ويتكلم في الحب والشعر والسياسة عبر جواله مع من اختارهم أصدقاء له ومن كل دول العالم -وبصراحة انا لا أعرف ماالذي يجبرنا على هذا الاجتماع شبه اليومي –من سنوات وقبل ان تثور المجتمعات العربية على نفسها وعندما اسافر الى أي دولة كنت اقرأ في الصحف او في لوحات الاعلانات عبارة تقول اين تذهب هذا المساء وتجد المناسبات الثقافية والمعارض التسويقية والفنية الخاصة والعامة -الامسيات الادبية- دور السينما وماتقدمه من افلام- المسرحيات وأبطالها -عروض الفرق الشعبية والسيرك - يعني يكون بين يديك كل ماتبحث عنه وعندها تقرر اين ستذهب- وتمضي ايام الاجازة مشبعة ومفيدة جداً اذا مااحسنت توزيعها ولم يرافقك من يشتت تفكيرك ويرى انه دنجوان عصره ويأخذك مكرها الى التسكع في الشوارع -ولاتملك الا ان تقول(ام الحالة) من المحزن جداً ان تمر الايام والسنوات وانت في مكانك سر ونفس اللي تصبح فيه تمسي فيه والمشكلة حتى وان أتيحت لنا فرصة التحول والتغيير ينحرف المسار من أعمال لها مردود يضيف الي البناء الثقافي الى أعمال خاوية لاتعدو عن كونها(مهايط فاضي) ومن الافضل وبعيدا عن هذا الدوش ان تبقى في بيتك ومكتبك تشاهد وتقرأ وتسمع ما تريد وليس في الخارج ماتتحسر عليه لو فقدته–مع انني أحلم ان اجد في محافظتي مكاناً جميلاً اكتملت خدماته وزرعت مساحاته بالاشجار وحفت ممراته بالازهار وأعطيت جلساته حقها من النظافة والترتيب والهدوء لاتسمع فيه صوتا نشازا-تشعر بالمتعة ، وأنت ممسك بكتاب متكىء على اريكة وموسيقى مترفة بالألحان الرائعة تملأ فضاء المجلس - فيه مكان مخصص لأي عمل ثقافي او فني لاتجد فيه من يضايقك بكلمة او نظرة ويحاسبك على ما تأكله وتشربه وتسمعه وتشاهده -باختصار مكان عصري راقٍ وبعيد عن عصا التعنت وفرض البعض لسلوك خاص به ويراه الصح والانسب وفق فهمه -وبتزمت يتصرف بذاته لتحقيق ذلك لايراعي حقوق وحرية الاخرين مما يخلق جواً مشحوناً بالتصادم دائما – (المهم ان لم اعش ماقلته واقعا فلأعشه حلماً جميلاً) محمد حامد السناني - (املج)