نجح الاستاذ داود الشريان في تقديم حلقة دسمة من حلقات برنامجه (الثامنة )من خلال عرض هذا النموذج الفكري ليقف المواطن على حقيقة مفادها ان هناك قضايا هامة تتم معالجتها بالقدر والكيفية الممكنة ومن ذلك ( الغلو)الذي أعمى بصر وبصيرة البعض حتى أصبح لايرى ولايسمع ولا يفهم ويقتنع الا لذاته وهو بهذا منغلق تماما عن ما يدور حوله غير مؤمن بتغير الزمن وتقارب الشعوب والثقافات رغم الحدود السياسية المرسومة - فتجده مكفراً وساخطاً لمن يخالفه محللاً ومحرماً وفق معتقده الخاص وسيان عنده استقر المجتمع ام اصبح فوضى . فمحددات الحياة في تفكيره مبنية على شروط يستدعيها أياً وجدها هنا أوهناك فتطبيقها ضرورة لابد منها في مفهومه ومهما كلف الأمر ولو كان ثمن ذلك استباحة القتل وممارسته ايضا. كان لقاء مثيراً جدا للشفقة وانت ترى من يعيش بيننا بهذه العقلية المتحجرة والرافضة لكل مخالف لمنهجها . وجميل جدا ان يرى ويسمع المشاهد هؤلاء عن قرب ويدرك ما تخفيه هذه العقول من آراء وأفكار وحدوية لاتقبل التحرك نحو واقع جديد ومتطور يتسم اليوم بالشفافية في كل شي -يناهضون كل جديد متمسكين برؤية متعصبة وهم بذلك يؤكدون ان الغلو ومن زمن بعيد قد اهدر وحدة المجتمع أمام قضاياه فاختلفوا مع الاخرين وجيشوا وحاربوا وقتلوا مفاخرين بكل عمل يتحقق على ايديهم ويتناقلون منجزاتهم السابقة لكل جيل يحاولون الاقناع بحقيقة اهدافهم -وفي التاريخ الكثير من قصص المغالين في دينهم وهم اليوم امتداد لمن سبقوهم ، ومحاولة اقناعهم او حتى عزلهم لن تأتي بالنتائج المأمولة وان كنت أرى ان الاخطر هو اعادتهم الى المجتمع ،فسيظل هؤلاء بفكرهم مهما حاولنا معهم لن يتخلوا عنه وهم لايسمعون الا انفسهم ولانهم لم يفهموا من الدين مايتيح لهم التعايش والتسامح فهم يرفضون الحوار والنقاش وان حدث فهم الاكثر والاعلى صوتا والابهت حجة- لايؤمنون بوسطية الامور فحسنا فعل الاستاذ داود بتقديمهم كنماذج حية لفئة ربما نجدها في كل زمان ومكان – ولو استمر الامر كذلك سنرى ماهو أدهى وأمر بعيدا عن مبدأ وقاعدة تقول(الشر في التقييد والاطلاق) محمد حامد السناني - أملج