د. محمود إبراهيم الدوعان تقدمت منظمتان حقوقيتان وهما: منظمة العفو الدولية، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان بدعوى قضائية ضد أمانة محافظة جدة لاستخدامها حسب ادعائهما غازات سامة لتفريق السحب ولمنع هطول الأمطار على المحافظة، ومع تكرار ما حدث في سنوات مضت من سيول جارفة أضرت بهذه المدينة وسكّانها. وكانت الشكوى المزعومة تتلخص " في اتهام الأمانة باستخدام غاز (الكيمترل ) لتشتيت السحب لحجب الأمطار عن المحافظة، وما يخلفه هذا الغاز من كوارث بيئية وصحية على معظم السكان" وقد وصفت المنظمتان بأن هذا الغاز من غازات الدمار الشامل حتى يكبّروا المسألة ويكون لها صدى واسع لدى عامة الناس. وهذا حق أريد به باطل، فالحفاظ على البيئة وعلى صحة الإنسان وسلامته أمر مطلوب شرعاً وعقلاً وخلقاً ولا يختلف عليه اثنان فالكل يطالب بصحة البيئة والحفاظ عليها وسلامتها من الغازات والملوثات بكل أنواعها، ولكن أن تعمم مثل هذه القضية ويروج لها في المنتديات والمجالس ووسائل التواصل الاجتماعي، والصحف الرسمية، وتظهر بأن هناك قضية ضد الأمانة لاستخدامها غازات سامة ومدمرة للبيئة وصحة الإنسان فهذا يدخل الناس في دوامة الخوف والرعب الذي لا داعي له، وهو أمر مرفوض وغير مقبول حتى لو كان صادراً من منظمات ليس لها سوى ترويج الشائعات وإدخال الناس دوامة الخوف ، علما بأننا لم نسمع لهذه المنظمات صوتاً ينادي بحقوق الإنسان أو الدفاع عنه من قبل فلماذا مع هذا الحدث المشكوك فيه، والذي يحتاج إلى أموال طائلة لتحقيقه ( لو وجد)، وحوله جدل كبير لعدم مصداقيته وعلى نطاق واسع، ولم يستخدم في معظم دول العالم التي تعاني من مشاكل الأمطار لعدم فعاليته، ولكن الذي نعتقده أن لهاتين المنظمتين مآرب أخرى تسعيان لتحقيقها من خلال هذا الطرح غير المقبول علمياً. القارئ العزيز.. لقد مررنا بتجربة فاشلة عندما أوعزوا لنا بتجربة الاستمطار على جنوب غرب المملكة وتحمسنا للفكرة وطبقتها الرئاسة العامة للأرصاد آنذاك وصرف عليها مئات الملايين رغبة في زيادة كميات الأمطار لأننا نعاني من شح المياه في مصادرنا التقليدية، ولكن التجربة لم تحقق النجاح المرجو منها وبذلك صرف النظر عنها، ولم يعلم المنادون لتطبيق تلك التجربة في المملكة أنها طبقت في أمريكا في الثمانينات الميلادية على ولاية كاليفورنيا وفشلت فشلا ذريعاً حيث إن كاليفورنيا التي كانت تعاني من شح في المياه العذبة حيث لا يكفي ما يردها من مياه نهر الكلورادو ونهر السكرمنتو وبذلك اتجهوا للاستمطار ولكنهم وجدوا أن معظم الأمطار تسقط في المحيط الهادي بدلا من قلب الولاية وبذلك توقف الأمريكان عن مثل هذه التجارب لأنها غير مجدية، واستقبلناه نحن لأنه صاحبته وعود وردية وكانت نتائجها مخيبة للآمال. تفريق السحب أو تشتيتها خاصة سحب المزن المحملة بكميات كبيرة من بخار الماء لا يقدر على تفريقها لا أمانة جدة ولا الرئاسة ولا وغيرهم من البشر لأن السحب تسير بمشيئة الله وتسقط أمطارها أينما أراد الله لقوله تعالى: " فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء" { النور 43}، فلا تصدقوا مثل هذه الإدعاءات، ويجب أن تقف أمانة جدة بحزم حيال هذه التجنّيات، وتكون ردودها قوية وصارمة. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (37) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain