طالبت معلمات مواطنات بإعادة النظر في قانون التقاعد، بحيث تستحق المرأة التقاعد بعد خدمة 15 سنة بدلاً من 20 سنة، وعدم ربط التقاعد ببلوغهن سن ال 50 عاماً، وذلك حتى يتسنى لهن التفرغ لتربية أبنائهن والاستفادة من الراتب كاملاً، إضافة إلى إفساح المجال أمام الخريجات الجديدات اللاتي ينتظرن الشواغر. وزارة التربية والتعليم ألقت الكرة في أحضان الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية، مؤكدة أن القوانين المعمول بها في الدولة راعت الاختلافات بين الجنسين في مجالات العمل، ومنحت المرأة مميزات لم تكن موجودة في السابق، رغم أنها اعتبرت تقليص العمر الإنتاجي للمرأة "أمراً غير منطقي". ويتبنى المجلس الوطني الاتحادي المطالبات بإقرار قانون للتقاعد المبكر، إلا أن هيئة المعاشات تؤكد أن التقاعد المبكر يهدر الكفاءات التخصصية، معتبرة أنه استنزاف للعقول البشرية والموارد الوطنية، ويؤدي إلى فقد الطاقات الإنتاجية، ما يؤثر سلباً على المجتمع، وبالتالي على التركيبة السكانية. وقالت عدد من المعلمات، إن المهنة أرهقتهن ولا يستطعن الاستمرار فيها أكثر من 15 عاماً، نظراً لعدم قدرتهن على العطاء في ظل غياب الحوافز التشجيعية والمكافآت المادية، لافتات إلى أن مهنة التدريس أصبحت من المهن الشاقة والمتعبة، خصوصاً بعد أن تمت زيادة نصاب الحصص الدراسية إلى 24 حصة في الأسبوع، وإلزام الهيئات التدريسية بمتطلبات إضافية فرضتها وزارة التربية والتعليم. وأكدن أن المعلمة تقضي طوال يومها في تحضير الدروس ومراجعة المقررات المطلوبة منها، ولا تجد وقتاً كافياً لتلبية احتياجات أسرتها، كما أنها تنسى واجباتها تجاه أبنائها، وذلك كله من أجل مساندة الزوج في توفير لقمة العيش ومواجهة ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، التي يصعب تحقيقها براتب ضعيف. أعباء كبيرة منى محمد، مارست مهنة التعليم لمدة 18 سنة، وتقاعدت منذ أربع سنوات تقريباً، رأت أن 15 عاماً في مجال التدريس كافية لإحالة المعلمة للتقاعد، فمع مرور السنوات يزداد عدد الحصص والأعباء الدراسية، خصوصاً إذا ما تراكمت عليها المهام الأسرية، ما أدى إلى عزوف كثيرات عن الإنجاب أو إنجاب طفل أو طفلين، وهو ما تسبب في انخفاض خصوبة المواطنة، فضلاً عما أشارت إليه الدراسات من تساوي نسبتي الوفيات والمواليد في الدولة. وكانت تقرير لهيئة الصحة في دبي كشف مطلع العام الحالي أن معدل خصوبة المرأة المواطنة انخفض من 5,7 إلى 2,3 طفل لكل امرأة، عازية هذا الانخفاض إلى زيادة فرص العمل للنساء. أما عن التأثير على الجانب الاقتصادي للدولة، فقالت منى محمد: «تتقاعد المعلمة بعد تقديم سنوات حافلة في التربية والتعليم، وإنتاج جيل قادر على بناء مستقبل الوطن، ألا تستحق مكافأة على هذا الإنجاز!». ... المزيد