أبوظبي (الاتحاد)- كثير من الناس لديهم شكوى مزمنة من مشاكل «القولون»، فسرعان ما يشعرون بعدم الراحة بعد تناول الوجبات، أو إثر تناول وجبة معينة، حتى ينغص القولون راحتهم، ويمضوا الساعات في معاناة من التشنجات أوالغازات المكتومة، أو الإسهال. وفي أحيان أخرى تتبدل شكواهم إلى «إمساك» مزعج. وعدم الإحساس بالراحة يصبح سيد الموقف في الحالتين، وتتلخص الأعراض في تقلصات بطنية وإسهال وإحساس بالانتفاخ. هذه الحالة عادة ما تعرف ب «متلازمة الأمعاء المتهيجة» التي تصيب 10% إلى 22% من البالغين الأصحاء، أغلبهم من النساء، وتبدأ هذه الحالة في معظم الأحوال في فترة مبكرة من مرحلة البلوغ. الأسباب والأعراض الدكتورة هند الموسوي، أخصائية الأمراض الباطنية، تقول إن أكثر من يعانون من هذه المتلازمة لا يعرضون أنفسهم على الطبيب، وأسباب الأمعاء المتهيجة غير واضحة، إلا أن هناك بعض الدلائل على وجود اضطرابات في وظيفة الأعصاب أو العضلات في الجهاز الهضمي، ووجود معالجة غير طبيعية من جانب المخ للأحاسيس الخاصة بالقناة الهضمية. فقد يصاب المريض بتقلصات في أسفل البطن مع انتفاخ، وهذا يكون مصحوباً بالإسهال أو الإمساك أو الاثنين معا، وقد يحدث نزول مخاط كثيف غير مدمم مع البراز، مع الشعور بأن المستقيم لم يفرغ تماما من محتوياته بعد كل عملية إخراج. وأحياناً يتراوح بين الطفيف والشديد، ويمكن أن يعوق الأنماط الطبيعية لتناول الطعام أو للنوم، وقد يزول مؤقتاً بعد التبرز أو إخراج الغازات، كما يمكن أن يحدث غثيان أو دوار وإغماء في بعض الحالات. وتضيف الموسوي: إن تشنج جدران الأمعاء هو المسؤول الأول عن الأعراض لأنها مبطنة بطبقات عضلية تتقلص وتسترخي للمساعدة على تحريك الطعام من المعدة إلى الأمعاء قبل أن تصل إلى المستقيم. وفي الحالات الطبيعية، تتقلص العضلات وتسترخي بوتيرة طبيعية. أما عند الإصابة بمرض تهيج الأمعاء، فيحدث خلل في عملها، فتتقلص لوقت أطول، وبقوة أكبر من العادة، مسببة الألم. وهكذا يُدفع الطعام عبر الأمعاء بصورة أسرع، مسبباً الغازات والانتفاخ والإسهال. وفي بعض الأحيان يحدث العكس. إذ يتباطأ مرور بقية الطعام، مؤدياً إلى براز صلب وجاف. وبالرغم من أنّ مرض تهيج الأمعاء لا يهدد حياة المصاب، إلا أنه يسبب إزعاجاً محدوداً. أما عندما تبلغ الحالة أقصى حدتها، فمن شأن الألم والعوارض المصاحبة له أن تفوق احتمال المريض. والملاحظ أنّ معظم الأشخاص يعانون من عوارض طفيفة. بينما يواجه البعض عوارض معتدلة الحدة، متقطعة ولكنها قد تعوق المريض. وثمة قلة من المصابين بهذا المرض يعانون من عوارض حادة. العلاج ... المزيد