متلازمة القولون العصبي عبارة عن اضطراب مزمن في وظيفة قناة الهضم وخاصة الأمعاء الغليظة «القولون» ينتج عنه انتفاخ وآلام في البطن، ويتميز هذا المرض بأنه ليس ناتجاً عن أي خلل عضوي،أي أن الأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام أو غير ذلك بل ترتبط غالباً بالحالة المزاجية المتوترة وبالعادات الغذائية السيئة في أحيان أخرى.وفرص الإصابة بالقولون العصبي حسب الإحصائيات الطبية كبيرة حيث يعاني منه02% من الناس أي أن واحداً من كل خمسة أشخاص يصاب بهذا المرض، وتحدث الحالة في النساء أكثر من الرجال بنسبة 3.1وتزيد احتمالات الإصابة بعد سن 53 عاماً وقد تعود النسبة العالية من الحالات في النساء إلى مراجعة المرضى من السيدات للعيادات الطبية بصورة أكبر من الرجال. وهذا المرض رغم أنه لا يهدد الحياة ولا يتسبب في مضاعفات خطيرة إلا أنه يسبب المضايقة والاضطراب المستمر والمعاناة الطويلة. الدكتور /خالد سعيد النجار....المختص في تحرير صفحة الأسرة في مجلة الأسرة السعودية كان له حديث في هذا الأمر.. ونصائح وارشادات عن كيفية التعايش مع القولون العصبي..والقولون العصبي مرض نفسي جسدي «سيكوسوماتيك» بمعنى أنه اضطراب وظيفي يؤثر على وظيفة القولون نفسه لا على أنسجته أي أن فحصه بالعين المجردة أو بالمنظار لا يوضح أي تغيرات غير طبيعية ، بمعنى آخر خلو القولون من أي تغيرات ظاهرية «التهابات، أورام، قرح....» ولهذا فإن الفحوصات التي يجريها الطبيب غالباً ما تكون نتائجها كلها سليمة، إلا أن هذا المرض مزمن، وقد يستمر مع المريض العمر كله، لذلك ينبغي ألا يقلق المريض فمهما طالت مدة المرض، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض عضوية أخرى «نزيف أو التهاب أو أورام...». الأسباب القولون العصبي أحد أمراض عصرنا المتوتر السريع فنظراً لخضوع القولون لما نطلق عليه الأعصاب اللاإرادية فهو من أكثر أعضاء الجسم تعرضاً وعكسا للتوتر، وهو المترجم الفوري للغة العصبية والانفعال رغماً عن صاحبها.وقد تزيد المسألة عندنا نحن العرب نظراً لطبيعة أكلنا الحريف والمليء بالدهون وعاداتنا الغذائية المضطربة التي لاتحترم هذا القولون الرقيق.فهناك بعض الأطعمة والمشروبات يمكن أن تكون من العوامل المؤدية إلى اضطرابات الجهاز الهضمي وخاصة القولون مثل: البقول«الحمص،الفول، الفلافل، العدس» وبعض أنواع من الخضروات «بعض الحبوب الخضراء والبروكلي» التي ينتج عن هضمها كميات من الغازات المسببة للاضطرابات الهضمية، أيضاً الحليب والمشروبات الغازية بأنواعها المختلفة التي تحتوي على كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون مما يؤدي إلى انتفاخ في منطقة البطن واضطرابات في الجهاز الهضمي، وهناك أيضاً الكافيين في القهوة والشاي لدى البعض، أو سكر السوبيتول أو الكاكاو لدى البعض الآخر، أو سكر الفركتوز والحساسية منه عند أشخاص معينين، أو البصل المقلي أو المعجنات، وثبت أيضاً أن التدخين بكافة أنواعه يتسبب في تهيج القولون العصبي. الأعراض من أهم أعراض القولون العصبي: آلام في البطن وتكون غير محددة في الغالب، حيث تنتقل من مكان لآخر لكنها تزداد خلال ساعات الانفعال والتوتر أثناء الدورة الشهرية لدى النساء،وتخف حدتها بعد انتهاء عملية الإخراج «التغوط» وتختلف حدة الألم وموقعه في البطن بين شخص وآخر حتى أنه في نفس المريض قد تختلف شدة الألم في أسفل البطن سواء في الناحية اليمنى أو اليسرى، وتحدث نوبات الألم فقط عندما يكون المريض يقظاً ولا تحدث أبداً وهو نائم وهذه الآلام عادة ماتكون على شكل مغص أو تقلصات. تبدّل وتغيير في عملية الإخراج: حيث تتراوح بين حالة الإسهال الشديد المتكرر خصوصاً بعد الاستيقاظ من النوم الذي يصاحبه مغص وآلام في البطن، وبين الإمساك خصوصاً عند النساء حيث يكون البراز متقطعاً أو على شكل «كرات». انتفاخ البطن وتمدده: ويحدث ذلك بفعل الغازات الناتجة عن تعفن الفضلات والإمساك وتخف الآلام أو تتلاشى عندما تأخذ تلك الغازات طريقها باتجاه أعلى الجهاز الهضمي أو أسفله. زيادة عدد مرات الذهاب إلى الحمام، مع تغيير في شكل وحجم الفضلات الخارجة، وخروج مخاط مع البراز، فضلاً عن الإحساس بعدم الارتياح بعد الخروج من الحمام، حيث يشعر المريض أن الفضلات لم تخرج كلها من بطنه. ٭ الإعياء العام مع آلام عضلية في الصدر والظهر والأطراف ، والشعور بالغثيان. تهيج المثانة والشعور بالحاجة إلى التبول المتكرر. العلاج إذا كانت الأدوية هي الأساس في علاج أي مرض فإن في حالة القولون العصبي تكون الإرشادات والنصائح هي الأساس في العلاج، ومن أهم هذه الإرشادات. التقليل من حالات التوتر النفسي، وهذا يحتاج إلى بصيرة في حياة المريض اليومية والتعرف على مواطن القلق والتوتر، ومن المهم التعرف على الطرق النفسية السليمة للسيطرة على القلق، وطرق الاسترخاء الذهني وهذا من الممكن بمساعدة بعض الأطباء النفسانيين المتخصصين بهذا النوع، وكذلك المشاركة في التمارين الرياضية وشغل وقت الفراغ في الهوايات المحببة إلى النفس، مع تنظيم ساعات العمل والنوم والراحة، وفصل هموم العمل عن البيت والعكس صحيح. تجنب الأطعمة التي يشعر المريض أنها تسبب له اضطرابات هضمية، أما الأطعمة التي تخفف من حدة الاضطرابات بل وتقي منها فتضم: الخضار والفواكه المتنوعة الغنية بالألياف الغذائية المفيدة للجسم. ينصح بتناول حوالي خمس وجبات صغيرة في اليوم ضمن مواعيد محددة، وينبغي مضغ الطعام جيداً وعدم الإسراع في الأكل، مع تجنب الأحاديث المزعجة والنقاشات الحادة أثناء تناول الطعام والامتناع عن إضافة البهارات والأطعمة الحارة أو الحريفة. العلاج الدوائي لا يوجد دواء فعال لعلاج هذا المرض لكن قد يستفيد المرضى من بعض الأدوية المستخدمة خصوصاً لتقليل الأعراض المصاحبة مثل آلام البطن والانتفاخات والغازات، فمثلاً يصف الطبيب المختص عقاقير مضادات التقلص بأشكالها الدوائية المتعددة والأدوية الطاردة للغازات والأدوية الملينة للمصابين بالإمساك أو المضادة للإسهال لمن لديهم إسهال.. وإضافة إلى الأدوية هناك العلاج النفسي والاجتماعي إذ يحتاج مثل هؤلاء المرضى إلى التعايش مع مرضهم ومحاولة البعد عن المؤثرات النفسية وتخفيف الضغوط النفسية والتعود على الاسترخاء ،وإذا كانت لديهم حالات نفسية شديدة مثل الاكتئاب فقد يحتاجون إلى مراجعة الطبيب النفسي وأخذ علاج نفسي محدد.