قالت الكاتبة والسينمائية الإماراتية منال علي بن عمرو، إن كتابها «نقول الكثير في مزحة» ينصب في الأساس على العلاقات الإنسانية، ويضم مجموعة من التجارب الشخصية التي مرت بها منذ عام 2010، وأرادت أن تجمعها في كتاب، مشيرة إلى أنه ليست هناك ازدواجية بين شخصيتها وأعمالها الإبداعية. وقالت «في الفن على الكاتب أن يعبر، قدر المستطاع، عن أفكاره ومشاعره، وعلى المتلقي أن ينتقي ما يناسبه، فأنا احترم الآخر، وأتوقع في المقابل أن يحترمني الآخر». واعتبرت منال بن عمرو، خلال الأمسية التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي، مساء أول من أمس، أنه لا يوجد تعارض بين استخدام وسائل مختلفة للتعبير، فالفكرة هي التي تفرض الوسيلة التي يمكن التعبير من خلالها، فهي بطبعها لا تشعر بالاستقرار، وتميل إلى تجريب الأشياء الجديدة، ولكن تظل الكتابة هي الأصل بالنسبة لها، أما المسرح فقدمت فيه تجربة وحيدة ولن تكررها لأنها لم تشعر بملاءمتها لها، مشيرة إلى أنها عندما تكتب لا تتقيد بقواعد للكتابة. من جانبه؛ قدم الكاتب والإعلامي خالد عمر بن ققة قراءة في «نقول الكثير في مزحة»، أشار فيها إلى أن الكاتبة تدخل القارئ منذ الصفحة الأولى من الكتاب إلى عالمها الخاص، بل إلى عوالمها المتعددة، حيث تراكم التجربة، وزهوها، وتدفقها «وحين تنتهي من قراءة الكتاب، تجد نفسك تعود من جديد إلى تمعن نصوصه، ففي النهاية بداية جديدة». وذكر بن ققة أن الكتاب يوضح أننا نتعامل مع جيل جديد من الكتاب يمتلك القدرة على أن يختصر الفكرة في سطور قليلة، وفي هذا الاختصار يقول الكثير، سواء على مستوى الكم المعرفي أو المفردات، لافتاً إلى ما يتميز به الكتاب من دفء الكلمات، وحميمية غير معهودة في أسلوب وصيغة الكتابة المعاصرة، إلى جانب متطلبات الإعلام الحديث، خصوصاً «التغريدات»، ومع ذلك كله فهي كتابة ذات ملمح جديد، لاتزال في بدايتها ولكنها ستسود في المستقبل المنظور. وعن محاولة تصنيف النص؛ اعتبر انه يحمل ملمحاً من كل أنواع الكتابة؛ الخاطرة والقصة القصيرة والقصة، ولكنه ليس واحداً من هذه الأنواع، منوهاً بأن من جماليات النص تعدد قراءاته، لافتاً إلى قراءات للنص توقفت أمام ما يحمله من رؤية بصرية، طغت أحياناً على النص، وهو ما تحفظ عليه بن ققة، معتبراً أن النص يحمل متعة من نوع آخر؛ إذ يحرض القارئ على التصور وإعمال الخيال، فهي تتناول موضوعها من زاوية البصيرة وليس البصر. وتطرق بن ققة إلى نوع من الكتابات الشبابية تشكل حالات إبداعية تحتاج إلى رعاية «فالشباب أصبح يجد مساحات للنشر أوسع بكثير مما كان متاحاً في السابق، لكن ليس هناك رعاية لهذه المواهب، والأمور متروكة للجميع ليعبر بحرية عبر الفضاء الإلكتروني، وهذه الحالة لا تنتج إبداعاً على الإطلاق؛ لان أغلب الكتابات في هذا الفضاء يخلو من الإبداع». إبداعات متعددة منال بن عمرو من مواليد أبوظبي عام 1978، حاصلة على بكالوريوس جامعة الإمارات، اتصال جماهيري، عام 2000، صدر كتابها الأول «بعيداً عن أيادي المومسات» نصوص نثرية 2012، أخرجت وكتبت تسعة أفلام قصيرة، حصلت على جوائز عدة في السينما والمسرح والتصوير الفوتوغرافي، منها جائزة مهرجان دبي السينمائي الدولي لأفضل موهبة سينمائية محلية عن فيلم «وجه عالق» 2007، وفي المسرح جائزة أفضل إخراج مسرحي عن «بورتيا»، مهرجان الشباب المسرحي 2007. عنوان شارح قال بن ققة إن «منال بن عمرو كانت محقة بإضافة عنوان شارح (نصوص عن الحب وما يجاوره)، لأن نصوصها تحدثت عن الحب، واقتربت منه حيناً، ولمست تدفقه في المشاعر والأحاسيس، حتى غدت اللغة وعاء له، وشارحة له، تنوب عنه حين يتوارى». لغة بصرية صدر كتاب «نقول الكثير في مزحة» عن دار «أثر» للنشر والتوزيع، والكتاب هو الثاني للكاتبة، ويضم نصوصاً نثرية وشذرات تميزت بلغتها البصرية المحكمة، وعباراتها المقتضبة.