دارزي: ينبغي تغيير جميع الخدمات الصحية لمواجهة مشاكل الشيخوخة والأعباء المتزايدة للأمراض المزمنة والضغوط الاقتصادية الدوحة: حنان عبدالمعبود اختتم مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية، والذي أطلقته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أمس أعمال نسخته السنوية الأولى. ونجح المؤتمر خلال يومي انعقاده، في توفير منصة فريدة لصناع السياسات والخبراء بهدف المشاركة والتعلم عن أحدث المستجدات الدولية، ومناقشة الأساليب والحلول المبتكرة لمجابهة التحديات التي تواجه قطاع الرعاية الصحية حول العالم. وفي اليوم الختامي، كشفت دراسة «الانتشار العالمي للابتكار في الرعاية الصحية» التي نشرت على هامش المؤتمر أن نشر أفكار جديدة في مجال الرعاية الصحية يستدعي من الحكومات ومؤسسات الرعاية الصحية تبني رؤية واضحة عما يمكن تحقيقه، وإعداد معايير جديدة، والقضاء على طرق العمل القديمة. وحددت الدراسة التي تعد الأولى من نوعها، العوامل البيئية والسلوكية التي تعجل باستيعاب التقدم في مجال الرعاية الصحية. وبحسب هذه الدراسة، فان البلدان التي شملتها الدراسة أظهرت بوجه عام أداء جيدا في تحديد أبطال التغيير، وإشراك المرضى، ومعالجة شواغر الأطباء. غير أن أداء سبعة من أصل البلدان الثمانية كان ضعيفا في التخلص من طرق العمل القديمة، وتكييف الابتكارات مع الظروف المحلية، وإيجاد الزمان والمكان للتعلم. من جانبه، قال مدير معهد الابتكار في الصحة العالمية بجامعة إمبريال كوليدج في لندن والرئيس التنفيذي للمؤتمر، البروفيسور اللورد دارزي، انه ينبغي تغيير جميع الخدمات الصحية لمواجهة مشاكل الشيخوخة، والأعباء المتزايدة للأمراض المزمنة، والضغوط الاقتصادية. نحن بحاجة إلى حلول مبتكرة لهذه المشكلات، لكن الحاجة الأكثر أهمية هي أن نتعلم سبل نشرها بما يسهل استيعابها وتعميمها. وتقدم لنا هذه الدراسة الرائدة التي رعتها مؤسسة قطر فرصة فريدة للاطلاع على ماهية أنظمة الرعاية الصحية في هذه الدول، ما يسمح لها بنشر الابتكار بنجاح بهدف اعتماد أفضل الطرق والأفكار. بدوره، أكد رئيس مؤسسة قطر م.سعد المهندي، ان تعزيز الابتكار في مجال الرعاية الصحية في قطر والخارج يعتبر جزءا لا يتجزأ من طموح مؤسسة قطر في أن تصبح مركزا عالميا للتميز في مجال الممارسة الطبية، والتعليم، والبحوث. وقد وفر المؤتمر منصة لذلك، مانحا البلدان من مختلف بقاع العالم فرصة فريدة لتبادل المعلومات والتعلم من نجاحات الآخرين. ونحن نرغب في الاعتماد على ذلك في السنوات المقبلة بحيث نعمل معا لاكتشاف طرق جديدة تتصدى لتحديات الصحة العامة عالميا وتحسن حياة ملايين الناس في العالم. وقد شهد المؤتمر في يومه الثاني مشاركة كل من الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة جنرال إلكتريك للرعاية الصحية جون دينين، والرئيس المؤسس لتحالف الأعمال العالمي للتعليم، وأحد مؤسسي مبادرة «عالم في المدرسة سارة براون». كما شارك خبراء بارزون في ثلاث جلسات نقاش أخرى عن الرعاية المسؤولة، والسمنة، ورعاية المرضى في مرحلة الاحتضار، حيث درسوا بعض أكثر الحلول ابتكارا من جميع أنحاء العالم. وناقشت «الجلسة العامة للابتكار» التطورات الجديدة المثيرة في مجال التكنولوجيا والإدارة والممارسة الطبية في سياق احتياجات الرعاية الصحية عالميا. أما الجلسة الخاصة بمقاومة مضادات الميكروبات فقد جاء في بدايتها تحذير من أن العالم مهدد بأنه سيخسر المعركة ضد المرض لأن الميكروبات تصبح أشد مقاومة. وما لم تتخذ خطوات فعلية لمواجهة هذه الزيادة في مقاومتها خلال السنوات القليلة القادمة، سيصبح إجراء عمليات جراحية مألوفة مثل استبدال مفصل الورك أمرا شديد الخطورة. من جانبها، قالت رئيسة إدارة الخدمات الطبية في انجلترا ورئيسة المنتدى البرفيسورة سالي ديفيز: المعلومات التي اطلعت عليها أثارت هلعي ليس فقط كطبيبة، بل كأم وزوجة وصديقة أيضا». فأكثر من 500.000 شخص يموتون سنويا في العالم نتيجة عدوى ناجمة عن مقاومة مضادات الميكروبات. ويدعو المنتدى إلى تشريعات أشد حزما للحد من استخدام المضادات الحيوية للإنسان والحيوان، وتقديم حوافز لتطوير أدوية جديدة، وبناء تعاون دولي لمراقبة انتشار المتعضيات المقاومة بهدف تخفيض هذا «العدد الهائل» من الوفيات في جميع أنحاء العالم.