قال الأديب محمد علي كاتبي: إن الصراعات والمعارك الأدبية التي شهدها جيل الشعراء الأول جيل مصطفى صادق الرافعي وأدباء عصره كانت بدافع الغيرة والسباق غير الحميم للصدارة ونيل لقب عمادة الأدب في ذلك العصر الذي جمع كوكبة من الأدباء والمثقفين. وأضاف في المحاضرة التي أقيمت أول من أمس بصالون الوادي المبارك بنادي المدينةالمنورة الأدبي تحت عنوان «الرافعي وشعراء عصره» وأدارها مشرف الصالون الدكتور هاني فقيه: إن الأدب العربي يتأرجح تارة ويضطرب أحيانًا وتعصف به أمواج الاختلاف، غير أن ما نشب من معركة أدبية بين الرافعي وخصومه تجاوز عرف الخلاف، مبينًا أن ما عصف بإبداع ذلك الجيل انشغالهم بالخلاف وتركيزهم على نقد الذات. وذكر كاتبي أن بداية معركة الرافعي مع العقاد حينما اتهم العقادُ الرافعي بأنه واضع رسالة الزعيم سعد زغلول في تقريظ كتاب الرافعي «إعجاز القرآن» ليروّج الكتاب ويلفت انتباه القراء، مفيدًا أن حالة التصادم بين عمالقة الأدب في جيل الأدباء الأول والتنافس على الريادة خلق تلك الصراعات التي ألقت بظلالها على مسيرة الأدب العربي. المحاضرة شهدت عدة مداخلات جاءت جميعها مؤيدة للمحاضر في أن اجتهاد الرافعي وأدباء عصره في الرد على المخالف كان عثرة أدباء التجديد في مصر، وخالفهم الباحث بتاريخ المدينةالمنورة عدنان عيسى العمري الذي أكد أن الصراع خلق نوعًا من الحراك الأدبي وأن خلاف أدباء الشعراء المجددين في مصر عاد بالنفع على الحركة الثقافية في المنطقة.