دعونا نتعرف ما هي أعراض مدمني العمل: صعوبة شديدة في الاسترخاء، في معظم الأحيان، وإن لم يكن أغلبها، يشعر المدمنون على العمل بأنهم لا يستطيعون أن يسمحوا لأنفسهم بالاسترخاء والشعور بالرضا، لأن لديهم قليلاً من المهام التي عليهم إنجازها أولاً. وعندما تننتهي يكتشفون أنه لايزال لديهم بعض المهام القليلة الأخرى التي لم تنجز، وعندما تنتهي يجدون بعض المزيد ثم البعض الآخر، هذا الإلحاح الخارج عن سيطرتهم غالباً ما تنتج عنه فترات من العمل القهري، ويجدون أنفسهم عاجزين عن السيطرة على هذا النمط من التفكير وأدائهم في العمل. تعودهم تنفيذ ما هو متوقع منهم، إلى درجة أنهم في معظم الأحيان غير قادرين على معرفة ما يريدونه أو يحتاجون إليه حقاً. يشعر المدمنون على العمل بأنهم لا يستطيعون أن يسمحوا لأنفسهم بالاسترخاء والشعور بالرضا. غالباً ما يشعرون بأنه يجب عليهم إتمام مهام معينة، على الرغم من عدم رغبتهم في إتمامها، لكن خوفهم يمنعهم من التوقف. مقياس تقديرهم لذاواتهم إلى حد كبير أساسه ما يلحظونه في كيف يقيّم الآخرون أداءهم، سواء في العمل أو في أي من مجالات حياتنا. من الصعب عليهم أن يروا حقيقة أنفسهم، وأن يتقبلوها كما هي. كثيراً ما «يخونون» أنفسهم بالاستسلام لمن يدركون أنهم في مركز سلطة، ما يجعلهم يقدمون لهم ما يريدونه. يعيشون بأسلوب «قانون الطوارئ»، كي يهربوا من إدراك مشاعرهم والإحساس بها. لا يتذوقون طعم «السكينة» في أرواحهم في معظم حياتهم. يحكمون على أنفسهم بمقدار إنجازاتهم، فهم يعيشون في وهم أنه عليهم دائماً أن يملأوا حياتهم بالإنجازات القيمة حتى يشعروا بالرضا عن أنفسهم. لا يعرفون ماذا تعني بساطة الجلوس في هدوء وصمت. إجازة مدمني العمل ليست إجازة، لكنها عقاب ترتب حسب جدول منظم يستكملون فيه ما تبقى من مهماتهم وأعمالهم. في المقال القادم سنتناول الآثار السلبية لإدمان العمل وكيفية التخلص من هذه الآفة. Twitter @drmansoor_anwar