برزت في السنوات الأخيرة معضلة جديدة في بيئات العمل المختلفة، نتيجة تسارع إيقاع الحياة، هي «الضغط النفسي المرتبط بالعمل»، فهي ردة الفعل لدى الموظف، عندما لا يكون هناك تناسب بين المطلوب عمله والممكن عمله. مع مرور الأيام يبدأ الموظف في الشعور بالضيق والضجر، وتدريجيا تظهر أعراض الصداع والتوتر والإرهاق المستمر، وتتوالى الزيارات إلى الطبيب من دون نتيجة. لكن باستخدام بعض الأساليب غير المكلفة، نستطيع تحفيز الموظفين في بيئة العمل، وإبعادهم عن الضغط النفسي، ما سيجنبهم الدخول في دوامة المرض والتعب. المدير الذي يعطي موظفيه مساحة من الإبداع والمبادرة والعمل بروح الفريق، يجنبهم الضغط النفسي، وبالعكس سيجعلهم يُقبلون على العمل بشغف وحماسة. والعلاقة بين المدير والموظف، المبنية على الثقة والتفاهم، تجنب المدير إعطاء موظفيه أوامر ومهمات لا تتناسب مع تخصصهم، والمدير الذي يعطي موظفيه مساحة من الإبداع والمبادرة والعمل بروح الفريق، يجنبهم الضغط النفسي، وبالعكس سيجعلهم يُقبلون على العمل بشغف وحماسة. الحوافز، سواء المادية وغير المادية، تعتبر وسيلة أخرى لتقليل الضغط النفسي المضر في بيئة العمل. لكن الموظف لا ينظر دائما إلى الحافز المالي، فما الفائدة إذا كان الموظف يحصل على مرتب عالٍ، لكن المدير على إعطاء الإجازات، أو تقبل بعض الظروف العائلية الطارئة للموظف. شهادة تقدير، أو كلمة شكر، أو بطاقة تهنئة إلكترونية، على موقع المؤسسة أو الدائرة، قد يكون لها أثر السحر في الموظف. لقاء المدير مع موظفيه ولو مرة في الشهر على طاولة الإفطار، والاستماع إلى مقترحاتهم وسيلة أخرى، إرسال رسالة نصية قصيرة إلى الموظف في مناسبة غالية عليه، من زواج أو قدوم مولود، سيشعر الموظف بأنه غير منسي. لكن الأهم في كل هذا الصدقية، فالموظف يشعر بصدقية الحافز من عدمها. وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجفَّ عرقه»، فالأجر هنا ليس بالضرورة فقط الراتب الشهري. فالعمل مفيد للصحة، لكن من دون إفراط ولا تقصير، حينئذ تكون الصحة المهنية أدت دورها، في وقاية العاملين من الضغط النفسي المضر المرتبط بالعمل. Twitter @drmansoor_anwar