قال خطيب جامع أم الخير في شارع التحلية بجدة الشيخ صالح محمد الجبري في خطبة الجمعة يوم أمس، والتي استغرقت 30 دقيقة والتي كان عنوانها «الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهج الرحمة»: إن حرمان الزوجة والأبناء والعمال والخدم من العطف والرحمة والنفقة يعتبر قتلا لمشاعرهم، وأضاف: كم قتلنا من بنين وبنات حين حرمناهم من العطف والرحمة، وحرمناهم النفقة، كم قتلنا من فقراء عمال وخدم، كم أدخلنا البؤس في بيوت المسلمين، كم منعوا حق الله عن عباد الله، كم استعملوهم في العمل ولم يعطوهم من الأجر ما يصلح لهم، كم فعلوا ذلك؟ إننا يجب أن نعود إلى منهج النبي ونطبقه كما فعل ذلك صلى الله عليه وسلم. وقال: إن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم في العصر الحديث لم تنل ما تستحقه من دراسة واعية، ومن محاولات لفهم هذه الشخصية العظيمة ورسالتها وصلتها بربها، وقد عرفنا أن الحبيب محمدا أدبه ربه فأحسن تأديبه، ورباه فأكمل تربيته، وجعل نفسه أطهر نفس،وخلقه أزكى خلق، وعقله أسمى عقل في الوجود الإنساني، فقد جبل الله رسوله على الرحمة، وجعلها خلقا ملازما وصفة بارزة دائمة له تبدو في معاملاته مع الصديق والعدو، ومع جميع البشر على السواء، بل أن رحمته لتتسع حتى تظل العالم من إنس وجن وحيوان وطير، هكذا كان صلى الله عليه وسلم شغله الشاغل نشر الرحمة بين المسلمين، يأتي صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام فيرى أبا مسعود البدري يضرب غلاما له، فيناديه أبا مسعود، فينظر أبو مسعود فيرى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول له أعلم أبا مسعود: إن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام فيقول أبو مسعود: يا رسول الله أشهدك أني قد أعتقته لوجه الله فيقول له: «لو لم تفعل للفحتك النار، لو لم تفعل لأدخلك الله جهنم بسبب ضربك لهذا الغلام. وقال الجبري: إن لمسة حنان وعطف ورحمة على رأس يتيم قد تدخلك الجنة، أن دعاء أرملة تحسن إليها فتمنعها من الانحراف ومن الحاجة للناس، قد تدخلك الجنة، إن دعاء امرأة عجوز محرومة مهضومة لأنك أحسنت إليها قد تدخلك الجنة.