تواصلت أمس فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الظفرة في مدينة زايد بالمنطقة الغربية في إمارة أبوظبي، إذ شهد السوق الشعبي الذي يقام سنوياً على هامش فعاليات المهرجان إقبالاً واسعاً من الزوار من المواطنين والمقيمين والسياح. مليون درهم لمسابقة الحلاب تشكل مسابقة الحلاب التي تقام في إطار فعاليات مهرجان الظفرة يوم 27 ديسمبر الجاري، ركناً أساسياً من أركانه لما يمثله حلب النوق من عادات وتقاليد الصحراء كجزء مهم من تراث الإبل وعلاقة أهل المنطقة بها. والمسابقة، التي يصل مجموع جوائزها الى مليون درهم، تهدف إلى اختيار النوق الأكثر إدراراً للحليب، وتشجيع ملاك الإبل على اقتنائها، وتستمر ثلاثة أيام ضمن فعاليات المهرجان، وتشمل الأصايل والمجاهيم والإبل المهجنة. وأكد مدير المسابقة، محمد بن عاضد المهيري، أن «المسابقة تخضع للعديد من الشروط التي تضمن دقة النتائج، وعدم التدخل في كمية الحليب الذي تدره الناقة». المرأة الإماراتية.. مبتكرة أبدى العديد من الزوار إعجابهم بمحتويات السوق الشعبي الذي يعرض تحفاً حرفية من عمل المرأة الإماراتية، مصنوعة من المواد الطبيعية الموجودة في البيئة المعيشية كوبر الإبل وصوف الماعز والأغنام. وكذلك وجدت صناعة المفارش والمساند وحياكة الملابس والبشوت و«التلي»، الذي هو نوع من التطريز يتم فيه استخدام خيوط ملونة يتم جدلها ويستعمل عادة لتزيين صدر وأكمام الثوب التقليدي الإماراتي، جمهوراً واسعاً من زوار الدورة السابعة في يومها الأول. وأشار الزوار إلى أن الإماراتية كانت منتجة ومبتكرة لكل ما قد تحتاج إليه الأسرة، وتمكنت من ممارسة الكثير من النشاطات المنزلية وصناعة العديد من المشغولات اليدوية، التي باتت تقاوم الاندثار في الوقت الحالي بسبب جودة ودقة المنتج، والاحترافية التي تمتاز بها الصانعة اليدوية، التي اكتسبتها نتيجة الخبرات المتراكمة واستمرارية مزاولتها لتلك الحرفة، مؤكدين إعجابهم بمعروضات السوق ممّا أبدعته أنامل المرأة الإماراتية. قرية الطفل.. التعلّم عبر اللعب تستقطب فعالية قرية الطفل في مهرجان الظفرة بدورته السابعة العديد من زوار المهرجان من الأطفال والعائلات، حيث وفرت القرية فرصاً لتعليم الصغار القراءة والتلخيص وتعلّم المشغولات اليدوية والرقص والرسم الحر، وسط أجواء تثقيفية توجيهية لا تهمل المتعة، إلى جانب الكثير من الفعاليات والأنشطة التراثية الإماراتية، تأتي اليولة في مقدمتها. وبات السوق الشعبي واحداً من المعالم الأساسية التي يحرص مرتادو المهرجان على زيارتها للاطلاع على التراث الإماراتي الأصيل، بما يحويه من مشغولات يدوية وحرفية وأغراض قديمة، إلى جانب كونه يروي تاريخ هذا البلد العريق، موضحاً دور كل من المرأة والرجل في تشكيل حياته الاقتصادية والاجتماعية في البيئتين البحرية والصحراوية. وأكد مدير الفعاليات التراثية في مهرجان مزاينة الظفرة للإبل، عبيد خلفان المزروعي، أن العام الجاري يشهد مزيداً من الفعاليات والبرامج التي تلبي احتياجات الأسر والعائلات الحريصة على متابعة ما تنظمه اللجنة للزوار من مختلف الجنسيات، مشيراً إلى أن هناك مفاجآت عديدة وشيقة استمتع بها الجمهور بدءاً من اليوم الأول. واضاف المزروعي «يعتبر السوق استكمالاً للتظاهرة التراثية التي تحرص لجنة إدارة المهرجانات والفعاليات التراثية في أبوظبي على نشر ثقافتها بين المجتمع، ليستمتع بها عشاق التراث والأصالة بما يشتمل عليه من محال تجارية قاربت هذه الدورة 180 محلاً لمواطنات إماراتيات يقدمن المصنوعات التقليدية التي أبهرت كل الزوار والمشاركين في الدورات السابقة، بما يعكس روح الصحراء والثقافة العربية». وتابع أن «زائر السوق سيرى الدور الحيوي الذي تلعبه المرأة في الاقتصاد البدوي الفلكلوري العريق، وكيف أنها تعد محوراً مهماً لتجميع ما تقدمه الواحة من خيراتها، وكيف ترث المرأة من أمها وجدتها أساليب الاستغلال الأمثل لخيرات الطبيعة؛ وكيف يمكن حفظها للاستفادة منها، كما سيكتشف الزائر تلاحم الأسرة البدوية ورعايتها ضمن نطاق القبيلة، وكيف أن السوق هو مهرجان محلي دائم تلتقي فيه الخبرات، ويعاد في دكاكينه إنتاج التراث عبر الأجيال». من جانبها، قالت مسؤولة السوق الشعبي، مهرة المزروعي، إن السوق تعرض به مجموعة من الحرفيات والمبدعات وربات البيوت مشغولاتهن اليدوية التراثية منها والمعاصرة، مشيرة إلى أن السوق يشكل فرصة نادرة للمرأة الإماراتية لتوضيح قدرتها على مواكبة تحديات العصر، وتطوير منتجاتها بما يرضي أذواق المستهلكين من عشاق الماضي. وأضافت «نجحت اللجنة المنظمة والمرأة من خلال هذا السوق بنقل صورة حية من صور الحياة المعيشية التي عايشها أبناء المنطقة، بكل ما فيه من مقتنيات وبضائع وثياب وملابس وأعمال يدوية غطت كل مستلزمات الحياة من صناعة السدو وسعف وخوص النخيل، وصناعة خلط العطور والدخون، إضافة إلى الرسم على الأواني المنزلية، والإكسسوارات، والملابس وصناعة التلي وتطوير الملابس التقليدية من حياكة حديثة بأقمشة كانت تستخدم بالماضي، كما تمَ تخصيص قسم خاص لأبرز الأكلات والحلويات الشعبية التي عرفها أبناء المنطقة، قديماً، من أجل إتاحة الفرصة للمبدعات والحرفيات والأسر المنتجة، والمرأة الإماراتية عموماً، للتعريف بمنتجاتها، واستغلال فرصة المهرجان لتسويق إنتاجها وإبداعها». ولفتت المزروعي إلى أن اللجنة حرصت على تنويع فعاليات السوق العشبي، بحيث يتمكن الزائر من الاطلاع على التراث الإماراتي وطرق عيش الإماراتيين قديماً وحديثاً، ويتسوق في الوقت نفسه، إذ تم تصميم السوق ليجمع بين عراقة الماضي ومفردات الحاضر في كل ما يعرض فيه، وسط أجواء جميلة ترسخ مفهوم العطاء الإماراتي الأصيل». من جانبهن، عبرت الحرفيات والعارضات عن سعادتهن بالمشاركة في السوق الشعبي في مهرجان يعد من أكبر المهرجانات بالمنطقة، مشيرات إلى أنهن عرضن في هذا السوق كل ما يخص الأسرة الإماراتية، ويجسد التقاليد التراثية والعادات الشعبية، ويسهم في تمكين المرأة من أجل مواصلة مسيرة العطاء والمشاركة في عملية التنمية ويرسخ الإنجازات.