شهد مهرجان الظفرة 2012 تدفق الآلاف من السياح الأجانب ومن المقيمين بالدولة والمواطنين، الذين عبروا عن إعجابهم بفعاليات المهرجان المقام حالياً في مدينة زايد بالمنطقة الغربية بأبوظبي . وقد أبدى بعضهم إعجابه واستغرابه من القدرات الخارقة التي تملكها الإبل وبطرق معرفة مواطن الجمال فيها من قبل أهلها، كما عبروا عن دهشتهم بقدرة لجان التحكيم ومعرفتها الواسعة بسلالات الإبل وأشكالها وتاريخها . وحرص بعض الزوار على مشاهدة سباق السلوقي العربي والصيد بالصقور، في حين عبر البعض عن إعجابه بالصحراء وأجوائها النادرة . كما أشاد عدد منهم بطريقة تنظيم المهرجان والطرق التي يعرض بها التراث الإماراتي، وكيف تمكن سكان الصحراء من تحويل هذه البيئة القاسية إلى بيئة متحضرة تنبض بالألوان الحية رغم أنّ زادها الوحيد هو الإبل والنخيل . حرص السواح والزوار على التقاط صور مع الإبل في شبوك المزاينة والتحدث إلى لجان التحكيم، وحضور إعلان الفائزين وما يرافق ذلك من فرحة كبيرة، في حين حرص بعضهم على شراء مقتنيات من المشغولات الحرفية من السوق الشعبي أو اقتناء عطور عربية أو بخور أو سلال أو معرفة المواد الأولية التي تصنع منها، وكيف كان الأوائل يلونونها، والعمل الذي كانت المرأة تقوم به من أجل استمرارية أسرتها وتمكينها من العيش بوسائل كثيرة قياساً بما تملكه من وسائل . وقد عبرت مجموعة من السياح الأمريكيين عن إعجابهم بالإبل التي قالوا إنهم رأوها لأول مرة عن قرب، واستمعوا إلى شروح وافية عنها من لجنة التحكيم، كما حضروا جانباً من إعلان نتائج الفائزين، وشاهدوا كيف تبدو الإبل هادئة وودودة رغم شكلها الغريب، واطلعوا على الجوانب التراثية في السوق الشعبي، وعبروا عن إعجابهم بقدرة المرأة الإماراتية على تحويل البيئة القاسية إلى بيئة قابلة للحياة، حيث اطلعوا على التنوع الهائل في التراث الإماراتي . مجموعة أخرى من الدول الأوروبية وبالذات من فرنسا، أكدت إعجابها بتنظيم المهرجان، وأبدوا دهشتهم من رؤية الإبل لأول مرة والصحراء، والإبداع الجميل للمرأة في صناعة المشغولات اليدوية في الإمارات، وعن حيوية وفاعلية المرأة التي تمكنت من تطويع المحيط القاسي وتحويله إلى عطاء نابض بالحياة عبر شراكة غريبة بين الإنسان والجمل والنخلة . وقالوا إنهم تعرفوا إلى البيئة التي كان المواطن الإماراتي يعيش فيها، وأكدوا أنهم اقتنوا الكثير من التذكارات الجميلة من المشغولات اليدوية والبخور والعطور العربية، السلال، والبسط، والحقائب . من جهتها قالت علياء فاضل من مصر إنها استمتعت بعد اطلاعها على مبادرات وأفكار رائدة تسوق للتراث العربي من سيدات الإمارات، حيث اطلعنا في السوق الشعبي على العديد من المشغولات اليدوية التي تصنع من الصوف وغيره . وقال عبيد خلفان المزروعي مدير المسابقات التراثية في المهرجان إن المهرجان شهد تدفق الكثير من السائحين بعد توسعه في بعض المسابقات، مشيراً إلى أن المهرجان أخذ موقعه كمهرجان تراثي وسياحي وتسويقي يجد فيه كل زائر ما يصبو إليه، مُشيراً إلى أن أغلب السياح الأجانب يحاولون التعرف إلى التراث الإماراتي وطرق العيش القديمة وطرق تحكيم اللجنة، حيث حظيت المسابقات التراثية ومزاينة الإبل والسوق الشعبي بإقبال كبير من جانب الزوار والسياح الذين يحرصون على اقتناء المشغولات اليدوية من ملابس، وبسط، وسلال، وحرصوا على التقاط صور مع الإبل . عمّت أجواء البهجة وتعالت صياحات فرحة الأطفال ابتهاجاً بالفعاليات الثقافية والترفيهية والرياضية المتوافرة في قرية الطفل . وقالت الطفلة آمنة يافور العامري إن سعادتها لا تقدر بثمن، فقد قضت وقتاً جميلاً في مشاهدة الفيلم الكرتوني، حيث استفدت منه وتعلمت أشياء إيجابية سأعملها في المستقبل وسأعلمها لإخوتي وعائلتي، منوهة بأنها المرة الأولى التي توجد بها سينما خاصة بنا في المنطقة الغربية، فنحن إذا أردنا أن نذهب لمشاهدة فيلم فإننا نذهب برفقة أهلنا إلى المدن، وهم ليسوا قادرين على الذهاب بشكل مستمر فنحن سعداء في مهرجان الظفرة . وأشارت إلى تنوع الفعاليات الثقافية والتراثية والمسابقات، ومن أجمل الفقرات المحببة لها هي فقرة الدبدوب حيث يقدم لنا مسابقات مثل لعبة الكراسي والبالون . بينما قالت الطفلة ميثاء المزروعي إنها ذهبت إلى قرية الطفل خصيصاً لتنقش الحناء على يدها لأنها تحبها كثيراً، وخاصة لأنها من التراث والعادات والتقاليد التي تربت ونشأت عليها . ومن جهتها قالت الطفلة مزنة فيصل النقبي إنها قادمة من إمارة أبوظبي لتزور مهرجان الظفرة، لما قرأته وشاهدته عنه في مخنلف وسائل الإعلام . وأشارت أنها زارت قرية الطفل واستمتعت بالتلوين والرسم على الرمال، فقد رسمت رموزاً من التراث الإماراتي الأصيل من إبل ونخل وكثبان رميلة، حيث إنها كتبت اسمها بالرمل في زجاجة التلوين، وإنها ستحتفظ بها كذكرى غالية وجميلة على قلبها من مهرجان الظفرة . ومن جانبه قال سالم الرامس المزروعي إنه قضى أغلب وقته في قرية الطفل في اللعب بالألعاب الخارجية التي وفرتها إدارة المهرجان، فللمرة الأولى يتوافر في المهرجان ركن خاص بالسينما والتصوير الفوتوغرافي، مشيراً أنه التقط هو وزملاؤه صوراً فوتوغرافية عدة . إلى جانب ذلك قال جاسم عبيد الزعابي إنه مشارك بقسم الشرطة المجتمعية بشخصية عن طريق تقديم فقرات ترفيهية وثقافية ورياضية للأطفال، وبدوري أقدم شخصية الدبدوب المحببة للأطفال، نقدم لهم فقرات ونعرفهم إلى التراث والعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة . وأشاد الزعابي بمهرجان الظفرة في دورته السادسة بتميز الفعاليات وحسن التنظيم والاستعداد الجيد، فقرية الطفل هذا العام لأول مرة توفر ركناً خاصاً بالتصوير ووجود السينما أدى لجذب الصغار للمهرجان . هدى الريامي تشارك بلوحاتها شاركت الفنانة التشكيلية هدى الريامي في مهرجان الظفرة في دورته السادسة بجناح متميز عرض أفضل ما أنتجته من لوحات جهزتها خلال عام خصيصا للمهرجان . وأشارت أنها رسمت 9 لوحات خاصة بمهرجان الظفرة جسدت كيفية كيف كان يعيش الإماراتي في القديم، فأظهرت كيف كان يعيش الآباء والأجداد الحياة البدوية الأصيلة، وكيف تكيفوا مع الطبيعة الصحراوية القاسية . وقالت إن كل مهرجان أشارك فيه يختلف عن غيره بطريقة عرض رسمي للوحاتي فقط، استخدمت الرسم عن طريق الألوان الزيتية وألوان الفحم لأتناول مشاهد من العصور الوسطى والقصور والمسلات، ورحلة معاناة الآباء والأجداد وكيف يتنقلون ويرتحلون من مكان لآخر . ولفتت أنها أرادت مشاركة الجمهور وتعليمهم ثقافة وتراث دولة الإمارات من خلال لوحات فنية، منوهة بأن الصورة أكثر تعبيراً وإيحاءً من الكلمات والحروف حيث لا يحتاج الشخص إلى أن يفك طلاسم لغة أخرى، وأن الصورة لها ألف كلمة وتعبير .