كتبت - رشا عرفة: يحرص الكثيرون من مواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على التوافد إلى قطر في هذه الأيام للمشاركة في احتفالات اليوم الوطني، خاصة من تربطهم صلة قرابة أو صداقة بأحد أبناء قطر، لما يجمع أبناء منطقة الخليج من ثقافة وإرث تاريخي مشترك، وتأتي السعودية في مقدمة الدول من حيث عدد الوافدين تليها الإمارات وفق ما أكده عدد من العاملين بمكاتب السياحة الذين التقتهم الراية . فمن جانبه، يقول هاني فؤاد مسؤول بأحد مكاتب السفريات: هناك عدد كبير من دول مجلس التعاون يتوافدون على قطر في هذه الأيام لمشاركة القبائل القطرية في الاحتفال باليوم الوطني، مشيرًا إلى أن الغالبية العظمي تأتي من السعودية باعتبارها الأكبر من حيث عدد السكان، حيت تتراوح نسبة الوافدين من 20 إلى 40% من نسبة الوافدين من دول الخليج، تليها الإمارات.. وبحكم ما يجمع أبناء هذه المنطقة من ثقافة ولهجة ونمط حياة مشترك، نجد القطريين أيضًا يحرصون على مشاركة الأشقاء في دول الخليج الأخرى في احتفالاتهم باليوم الوطني، فعلى سبيل المثال نجد حجوزات كثيرة للقطريين للإمارات في يومها الوطني. وأشار إلى أن الكثير من مكاتب السياحة تقدم عروضًا ترويجية في هذه المناسبات للاستفادة من الشريحة التي ترغب في السفر للدول المجاورة. وقال زياد الجرجاوي مدير العلاقات العامة بإحدى شركات السياحة والسفر إن هناك الكثير من الأشقاء من دول مجلس التعاون ممن يحرصون على القدوم إلى قطر لمشاركة الشعب القطري احتفالاته باليوم الوطني، فهناك وافدون من السعودية وعمان والإمارات والبحرين، لكن الغالبية العظمى تأتي من السعودية.. موضحًا أن نسبة عدد الوافدين من دول التعاون تصل إلى 30%، كما أن السياح الخليجيين يقبلون أكثر على احتفالات اليوم الوطني التي تقام على الكورنيش ودرب الساعي وكذلك سوق واقف. وأشار إلى أن المكاتب السياحية والفنادق تحرص على تقديم عروض ترويجية للقادمين والمغادرين في هذه المناسبة، وأن سعر الغرف الفندقية يبدأ من 500 ريال لليلة الواحدة الى 1500 ريال، وأن أغلب القادمين إلى قطر من دول التعاون يأتون عن طريق البر. وأوضح طارق عبد اللطيف مسؤول بمكتب للسفريات أن عدد الوافدين من دول الخليج يقاس بعدد الغرف الفندقية التي تم حجزها، مشيرًا إلى أن كافة الفنادق بالدولة لديها الكثير من الحجوزات من كافة دول المجلس، فهناك حجوزات من السعودية والكويت وعمان والإمارات والبحرين، مبينًا أن السياح الخليجيين يقبلون على الاحتفالات التي تنظمها القبائل القطرية، خاصة فن العرضة الذي يمثل التراث القطري والألعاب النارية والاحتفالات التي تقام على الكورنيش. وقال إن الغالبية العظمى من الوافدين يكونون من السعودية، وإن غالبية القادمين من دول الخليج يأتون عبر البر. وتحتفل قطر باليوم الوطني بفعاليات منوعة أبرزها احتفالات درب الساعي واحتفالات الكورنيش إضافة إلى تنظيم الحي الثقافي "كتارا" والعديد من الجهات السياحية في الدولة فعاليات منوعة للاحتفال بتلك المناسبة. ويضم درب الساعي العديد من الفعاليات والأنشطة التراثية ضمن احتفالات اليوم الوطني إحياء للتراث القطري. ومن أبرز فعاليات درب الساعي"المقطر" و"العزبة" و"الفريج"، و"الشقب"، و"المسحبية" والنصع والدوحة والمقلط والبدع، وكذلك هناك فعالية سوق واقف وهو نموذج مصغر للنشاطات الاقتصادية التي كانت وما زالت تمارس في سوق واقف من بيع البخور والعود والعطور ومستلزمات زينة المرأة والبيت القطري من فرش وأنسجة وأدوات منزلية، وتتيح الفعالية للجمهور المشاهدة المباشرة لكيفية تصنيع سلال الخوص والدمى والصناديق والمنسوجات ونقش الخزفيات والحفر على الخشب وصناعة أسرة الأطفال (المهود) على هامش فعالية السوق.. ويمكن للجمهور مشاهدة نماذج من الألعاب الشعبية وهي تمارس في المكان ولهواة توثيق الذكريات فقد خصص استوديو تصوير مزود بنماذج من مختلف الأزياء القطرية. وتسهم فعاليات درب الساعي والتي تشمل كل ما كانت عليه الحياة قديمًا في نقل صورة حية لأجواء الماضي، لتصحب زوار المكان في رحلة عبر التاريخ، يشهدون من خلالها طريقة عيش الآباء والأجداد. كذلك يحتضن الكورنيش جملة من الفعاليات المتنوعة، يأتي على رأسها فعالية "إنجازات عبر التاريخ"، والتي تضم 3 محطات تمثل مراحل زمنية مختلفة في تاريح قطر، هي محطة قطر الماضي التي تتحدث عن قطر إبان ثلاثينيات القرن الماضي وقطر المعاصرة التي تتحدث عن قطر بعد فترة ستينيات القرن الماضي وقطر المستقبل التي تركزعلى إبراز رؤية قطر المستقبلية في 2030، الأمر الذي يعني أن المحطات الثلاث تتناول تارخ قطر عبر قرن من الزمان، وصولاً لتحقيق رؤيتها المستقبلية 2030. وتمتد هذه المحطات الثلاث على الكورنيش تباعًا بدءًا من محطة قطر الماضي أمام المنصة الرئيسة للاحتفال وانتهاء بقطر المستقبل التي تقع قرب حديقة الشيراتون، فيما أتاحت اللجنة المنظمة لاحتفالية اليوم الوطني الانتقال عبر المحطات الثلاث إما عبر المحامل التقليدية - بحرًا- أو من خلال قطار- برًا-، في رحلة عبر الزمن لتبين قطر كيف كانت وكيف أصبحت وكيف ستكون؟، بهدف توضيح رؤية قطر المستقبلية في 2030، من خلال البناء على ماضي الأجداد والتمسك بالثوابت والقيم والاعتزاز بالهوية. وقد تضمنت العديد من فعاليات الكورنيش الثلاث برامج خاصة للأطفال على وجه الخصوص، بهدف ربطهم بتراث الأجداد وغرس روح الانتماء للوطن، وكذلك إطلاعهم على مسيرة التحديث التي تقوم بها الدولة، وتسليط الضوء على التطور الذي شهدته مختلف مرافق الدولة.