كتب: محروس رسلان: شهدت فعاليات درب الساعي احتفالا باليوم الوطني تحت شعار "قلوبنا موارد عزنا" إقبالا متزايدا سواء من المسؤولين والشخصيات البارزة والوفود الرسمية وكذلك طلاب وطالبات المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية بنين وبنات وبلغ عدد زوار المدارس حوالي 2800 طالب وطالبة، وكذلك من العائلات والأفراد الذين توافدوا على منطقة الفعاليات منذ الصباح الباكر، حيث استمتعوا بالفعاليات التراثية وشاهدوا حياة الماضي بكل تفاصيلها وكأنهم يعيشون هذا الزمن الجميل. وحرص العديد من المسؤولين والوفود الرسمية على زيارة فعاليات درب الساعي فقد حضر سعادة السيد حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث وأشاد سعادته بالمستوى الراقي للتنظيم والإثراء الثقافي للفعاليات التي تؤصل التراث القطري وتعرف الأجيال القادمة بأهمية هذا التراث والحفاظ عليه. كما حضر فعاليات درب الساعي سعادة وزير التعليم والتعليم العالي د. عبد الواحد الحمادي واطلع على مختلف الفعاليات والأنشطة والبرامج التراثية والثقافية التي تثري الثقافة الوطنية لدى الجمهور ومن ضمنهم طلاب وطالبات مدارس قطر الذين زاروا بالآلاف الفعاليات. وحرص العديد من الوفود الرسمية على زيارة فعاليات درب الساعي ومن ضمنها الوفود العربية لدواوين المحاسبة والمتواجدة في قطر لحضور مؤتمر المحاسبة وقد حازت فعاليات درب الساعي على إعجابهم وخاصة الفقرات التراثية وفعالية البدع. وحرصت أيضًا العديد من المدارس على اصطحاب طلابها وطالباتها إلى درب الساعي ليعرفوا كيف كان الأجداد يعيشون في الماضي وكيف كانت عناصر الحياة البسيطة ومفرداتها الجميلة كما يتعرفون على المهن التراثية التي كانت موجودة في الماضي وذلك بهدف ربط عقول الأطفال وقلوبهم بتراث بلادهم لتحقيق المعادلة بين ماض تليد وحاضر ناهض متطور. وشهدت خيمة الدوحة العديد من العروض الفنية التراثية التي قدمها طلاب وطالبات العديد من المدارس ولاقت إعجاب الجميع كبارًا وصغارًا، كما شهدت أجنحة بعض المؤسسات المشاركة في الفعاليات إقبالا كبيرا مثل مؤسسة حمد الطبية والهيئة العامة لشؤون القاصرين والهلال الأحمر القطري وغيرها.. كما شهدت فعالية "العزبة" إقبالا من الصغار الذين حرصوا على ركوب الإبل والتقاط الصور التذكارية، والعزبة هي الموقع الذي يكون فيه الرجل عازبا بابله منفردا في البر من دون أهله وتقام في هذا المكان فعالية شد الذلول وهي فعالية توضح كيفية شد الإبل وتجهيزها للركوب بالشداد والصقاع والبطان والطراحة وغيرها. كما استمتع الزوار بمشاهدة الفنون التراثية مثل العرضة ولمراداة وعد القصيد التي قدمها طلاب من المرحلتين الإعدادية والثانوية على أهازيج وشلات عرضة هل قطر التي تصدح في جوانب موقع الفعاليات على مدار اليوم. ورصدت عدسات الراية إقبالا كبيرا من قبل رواد درب الساعي وخاصة الشباب الصغير والأطفال على ركوب الهجن والخيل العربية ومشاهدة حيوانات البيئة القطرية التي تعرضها المحميات. يقول خالد عبد الهادي العنزي: إن كل فعاليات درب الساعي مميزة وتعرف كل مواطن وخاصة الشباب على تراثهم الغالي. ويضيف: سعدت جدا بالخدمات التي يقدمها جناح مؤسسة حمد حيث يقدم معلومات مهمة بشكل مبسط ويقدم كذلك خدمات جليلة لرواده. ويرى فهد العنزي أن كل الفعاليات الموجودة بدرب الساعي جميلة جدا معبرا عن إعجابه الشديد بركوب الخيل والهجن للأطفال إضافة إلى الفعاليات التراثية التي تقدم صورة طبيعية لحياة البادية. وقال: حبيب محمد الهاجري احب أن اصطحب أبنائي إلى درب الساعي لغرس وتعزيز الهوية والتراث بنفوسهم وحتى يأخذوا فرصتهم في المشاركة في احتفال بلدهم بعيدها الوطني من خلال فعاليات درب الساعي. وأضاف: إن كل الفعاليات التي تقيمها الدولة بدرب الساعي تجعل من هذه الأيام أياما غير عادية فجميع المواطنين ينتظرون شهر ديسمبر لأن الاحتفالات تحولت إلى وازع وطني ذاتي عند جميع أفراد المجتمع لما لهذه المناسبة من أهمية لدى كل مواطن. وتابع: نحن من عشاق التراث ومن ليس له ماض فليس له حاضر لذا فالفعاليات التراثية تعجبني كثيرا وتستحوذ على كل اهتماماتي. وأكد أنه معجب كثيرا بفاعلية ركوب الهجن والخيل العربية لأنها من الفعاليات الجميلة وخاصة للصغار ومن ثم فهي بلا شك تشهد إقبالا ملحوظا. وقال الهاجري: كنت أتمنى ألا تتركز هذه الفعاليات في مكان واحد فقط، معربا عن رغبته في أن يكون هناك تواجد لدرب الساعي بكافة مدن وبلديات قطر. وعبر حمد النابت عن إعجابه بركوب الهجن والخيل العربية والصقور والفعاليات التراثية بشكل عام. وقال: سأحضر الأبناء لركوب الهجن والخيل العربية وحتى يتسنى لهم الاطلاع على معلم تراثهم القطري العزيز، مشيرا إلى أن النشأة على العادات والتقاليد مهمة للأبناء. من جانبه اكد عبد العزيز جابر اليافعي أن المقطر واللوحات تجسد التراث وتحوذ إعجابه إلى جانب الصقور والخيول والهجن مشيرا إلى أنها من أكثر الفعاليات التي تجذب الجماهير بدرب الساعي. وحرص العديد من الطلاب على مشاهدة المحميات وما تعرضه من حيوانات البيئة القطرية والتقاط الصور لها. وفي المحميات الطبيعية برزت في القاعة الخاصة بها عدد من اللوحات التي تعرف الزائر بأهم نباتات وحيوانات البيئة القطرية، والتي يوجد عدد منها داخل الحظائر حرصت اللجنة المنظمة على عرضها لرواد درب الساعي. وتتضمن عروض صور المحمية عرضًا لمجموعة من النباتات التي تنمو في صحراء قطر مثل الكحل ولومي البر والسمر، كما تتضمن صورا لأهم طيور البيئة القطرية مثل الحبارى والصقور والنعام، ومن الحيوانات المها العربي والغزال العربي.