اعرب أندرياتا ليبريو، رئيس وفد الفاتيكان الذي يزور العراق، عن دهشته للترحيب الذي واجهه الوفد خلال زيارته للعراق، معلنا نية الفاتيكان بإرسال فرق صغيرة لأداء الحج في العراق. بغداد (وكالة نون) واستقبل رئيس ديوان الوقف الشيعي في العراق السيد صالح الحيدري في دار ضيافة مجلس الوزراء وفد الفاتيكان الزائر الى العراق برئاسة رئيس مؤسسة الحجيج العالمية في الفاتيكان المطران، أندرياتا ليبريو، ونائب البطريركية الكلدانية في العراق المطران شليمون وردونيو والوفد المرافق له بحضور وكيل رئيس ديوان الوقف الشيعي الشيخ سامي المسعودي وعدد من المدراء العامون وسفير العراق بالفاتيكان حبيب الصدر. وقال مصدر اعلامي بالديوان ان السيد الحيدري عبر عن ترحيبه الكبير وسعادته الغامرة بالوفد الزائر، موضحا ان "المسلمين والمسحيين أخوة، لأنهم حاملي رسائل السماء"، مبينا ان الوقف الشيعي "يسعى لوضع نظام داخلي لعمل لجنة الحوار الدائمة التي عقدت بين الطرفين تنص على نبذ العنف والتعصب الديني وتشير الى احترام دور العبادة والعتبات والكنائس"، موضحا ان "زيارتنا السابقة الى الفاتيكان كان لها صدى كبير جدا واثر فاعل في نفوس العراقيين". وجدد الحيدري دعوته لبابا الفاتيكان لزيارة العراق، مؤكدا انها "مكملة للدعوة التي وجهتها له شخصيا خلال زيارتنا الأخيرة للفاتيكان". من جهته اكد رئيس وفد الفاتيكان ان "قداسة البابا يتمنى ان يزور العراق بجميع جوارحه، لانه بلد عظيم وهو يصلي دائما لأجله وحملنا سلام كبير وتحيات وافرة إلى الشعب العراقي"، مبينا ان "الزيارة الى العراق تشجعنا لتنظيم رحلات حج صغيرة للحجاج المسيحيين الذين يمنون النفس بزيارة العراق والأماكن المقدسة"، مثمنا جهود ديوان الوقف الشيعي في تبني الحوار لأجل السلام مع الفاتيكان. وأضاف المصدر ان رئيس الديوان قال في تصريح صحفي خص به قسم الإعلام في ديوان الوقف الشيعي عقب وجبة الغداء التي أقيمت على شرف الوفد الزائر: "سبق وان زرنا الفاتيكان بوفد يمثل مختلف الجهات والطوائف العراقية لأجل الحب والسلام ونبذ التعصب الديني. وقد تحققت الأهداف التي ذهبنا من اجلها"، لافتا الى ان الزيارة "اثمرت عن تشكيل لجنة حوار دائمة بين الفاتيكان والعراق"، موضحا ان زيارة الفاتيكان هذه "تعكس النجاح الكبير لزيارتنا الأولى التي تستهدف خير العراق بكافة طوائفه". من جهته أكد رئيس مؤسسة الحجيج العالمية في الفاتيكان بتصريح صحفي لقسم إعلام الوقف الشيعي انه والوفد المرافق له كان يظن بان "صعوبات كبيرة وجمة سترافقنا في التنقل والعيش خلال زيارتنا للعراق، غير إننا اندهشنا بما شاهدناه بالعراق وتولدت لنا صورة بان الإعلام غير منصف في مسالة نقل الحقائق عن الوضع بالعراق"، مشيرا الى انه سعيد جدا بما شاهده من ترحيب وحفاوة كبيرة من الشعب العراقي، و"اننا سنعود ونقول لوسائل الإعلام بان الوضع في العراق ليس كما ينقله"، معربا عن نية الفاتيكان بإرسال فرق صغيرة لأداء الحج في العراق بدءً من الأردن ويتوجهون الى مدينة أور وسنسمي هذا الطريق (على خطى ابراهيم)". وفي السياق نفسه، أكد الشيخ سامي المسعودي وكيل رئيس ديوان الوقف الشيعي ان "هذه الزيارة كسرت حاجز الحذر والخوف للذين يرغبون بزيارة العراق من مختلف الدول الأوربية وغيرها التي ترغب بالمجيء للحج"، معتقدا ان "الوفد الزائر شاهد كرم وحفاوة الشعب العراقي والحكومات المحلية وجميع المؤسسات العراقية سواء كانت رسمية وشعبية"، داعيا جميع الحجيج المسيحيين لزيارة الأماكن المقدسة في العراق.