نفى النائب السابق لرئيس جنوب السودان رياك مشار قيامه بأي محاولة انقلابية، كما تتهمه سلطات جوبا، حيث تدور معارك عنيفة منذ الأحد الماضي بين فصائل متناحرة داخل الجيش، ووصف مشار ما يحدث في بلاده بأنه «محاولة غير ديمقراطية أخرى من قبل الرئيس سلفا كير ميارديت للتخلص من خصومه السياسيين، سواء في الحزب أو الحكومة»، وأكد أنه لم يعد رئيساً شرعياً، وفي المقابل، قال المتحدث باسم سلفا كير إن كير مستعد لأي حوار مع نائبه السابق رياك مشار الذي اتهمه كير بأنه وراء محاولة انقلاب، وقال كير الذي كان يجيب على أسئلة في مؤتمر صحافي إنه لا تجري محادثات في الوقت الحالي مع مشار. أميركا تجلي بعض مواطنيها بدأت الولاياتالمتحدة، أمس، إجلاء موظفي سفارتها غير الأساسيين ومواطنين أميركيين من جنوب السودان، بعد اشتباكات أدت إلى مقتل نحو 500 شخص، وأثارت مخاوف من صراع أوسع في الدولة التي قامت منذ عامين فقط. وحثت الولاياتالمتحدة مواطنيها على مغادرة جنوب السودان، وقالت إنها ستبدأ في إجلاء مواطنيها من مطار جوبا في رحلات جوية نظمتها وزارة الخارجية الأميركية. وقالت بريطانيا إنها تجمع أسماء مواطنيها الذين يريدون المغادرة، وقال سكان إن من المتوقع أن تحذو دول غربية أخرى حذوها. ويعيش ويعمل كثير من عمال الإغاثة في جوبا. وتفصيلاً، وفي أول تصريح يدلي به منذ بدء المعارك في جوبا مساء الأحد الماضي، قال مشار متحدثاً من مكان غير معروف في مقابلة نشرها موقع «سودان تريبون» المستقل، أمس، «لم يكن هناك انقلاب. ما جرى في جوبا كان سوء تفاهم بين الحرس الرئاسي، ولم يكن محاولة انقلاب». وأضاف مشار، الذي لايزال رسمياً نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان «ليس لدي أي اتصال أو معرفة بمحاولة انقلابية، كما أنه ليس هناك أي مسؤول في الحركة الشعبية له علاقة بالانقلاب المزعوم». وأضاف النائب السابق لرئيس جنوب السودان أن «سلفا كير كان يبحث فقط عن ذريعة لاتهامهم زوراً من أجل إحباط العملية الديمقراطية التي تدعو لها جماعته باستمرار». وأكد أن «سلفا كير قد خرق الدستور مراراً»، و«لم يعد الرئيس الشرعي» لجنوب السودان. وأضاف «ما كنا نريده هو العمل ديمقراطياً على تغيير الحركة الشعبية، لكن سلفا كير يريد استخدام محاولة الانقلاب المزعومة من أجل التخلص منا للسيطرة على الحكومة والحركة الشعبية. لا نرغب فيه رئيسا لجنوب السودان بعد الآن». وتقول سلطات جنوب السودان إن مشار «الهارب» مطلوب القبض عليه. وأعلنت الحكومة الثلاثاء اعتقال 10 من كبار الشخصيات، بينهم ثمانية وزراء سابقين في الحكومة التي اقيلت في يوليو الماضي مع إقالة مشار نفسه من قبل الرئيس سلفا كير. ويوجد خلاف علني بين مشار وكير داخل الحزب الحاكم، الجناح السياسي لحركة التمرد الجنوبية، التي حاربت قوات الخرطوم خلال الحرب الأهلية الطويلة (1983-2005). وتعود المنافسة بين الاثنين إلى سنوات الحرب الأهلية داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان. ففي عام 1991 حاول رياك مشار، من دون جدوى، الإطاحة بالقيادة التاريخية للجيش الشعبي لتحرير السودان الذي كان سلفا كير من كوادره. وعلى الاثر انقسمت حركة التمرد على اسس قبلية، وانشق عنها مشار لينضم في وقت ما مع قواته إلى جيش الخرطوم الذي استخدمه ضد الجيش الشعبي لتحرير السودان، قبل أن يعود من جديد إلى صفوفه مطلع الالفية. وفي وقت أعلنت الأممالمتحدة مقتل نحو 500 شخص في العنف الدائر في جنوب السودان، ولجوء أكثر من 13 ألف مدني للاحتماء في مجمع للأمم المتحدة في جوبا، قال مسؤول، أمس، إن اشتباكات نشبت بين جنود متناحرين في جنوب السودان حول ثكنات قرب بلدة بور، ليتسع نطاق القتال الذي بدأ في العاصمة جوبا، وأثار مخاوف من اندلاع صراع مدني أوسع في البلاد. وقال نائب حاكم ولاية جونقلي، حسين مار، حيث تقع بلدة بور ل«رويترز» إن القتال اندلع الليلة قبل الماضية في اثنتين من الثكنات العسكرية. مضيفاً أن القتال أصاب سكان المنطقة بالذعر خوفاً من امتداده إلى البلدة.