عواصم (وكالات) - كشفت مصادر في المعارضة السورية أمس عن تلقي رسالة من دول غربية مفادها أن محادثات السلام التي ستجري في سويسرا 22 يناير المقبل والمعروفة باسم «جنيف 2» قد لا تؤدي إلى خروج الرئيس بشار الأسد من السلطة، وان الأقلية العلوية التي ينتمي اليها ستظل طرفا أساسيا في أي حكومة انتقالية. في وقت كشف السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد «ان الجبهة الاسلامية التي تشكلت مؤخرا وقامت بالاستيلاء على مستودعات أسلحة للجيش الحر رفضت طلبا للاجتماع مع مسؤولين أميركيين من دون ذكر الأسباب». وقالت مصادر المعارضة ل»رويترز» «إن رسالة الدول الغربية (لم تحددها بالاسم) التي نقلت إلى أعضاء قياديين في الائتلاف الوطني المعارض أثناء اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا الأسبوع الماضي في لندن، سببها اتساع نفوذ القاعدة وغيرها من الجماعات المتشددة واستيلائها على معبر حدودي ومستودعات أسلحة تابعة للجيش الحر قرب حدود تركيا». وقال عضو كبير بالائتلاف «أوضح أصدقاؤنا الغربيون في لندن أنه لا يمكن السماح بإبعاد الأسد الآن لاعتقادهم بأن ذلك سيؤدي إلى حدوث فوضى وسيطرة المتشددين على سوريا»، وأضاف مشيرا إلى احتمال أن يجري الأسد انتخابات رئاسية عندما تنتهي مدته رسميا العام المقبل «البعض حسبما يبدو لا يمانعون حتى في أن يرشح نفسه مجددا العام المقبل متناسين انه استخدم الغاز السام ضد شعبه». وقال دبلوماسيون وأعضاء كبار بالائتلاف إن التحول في أولويات الغرب وخصوصا الولاياتالمتحدة وبريطانيا من إبعاد الأسد إلى محاربة المتشددين يسبب انقسامات بين القوى الدولية الداعمة للانتفاضة، لكن في الوقت نفسه يضيق خلافات الغرب مع روسيا التي حالت دون قيام الأممالمتحدة بأي تحرك ضد الأسد مثلما حدث عندما رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما توجيه ضربات جوية لسوريا في سبتمبر بعد اتهامه لقوات الأسد باستخدام الغاز السام. وكان الائتلاف المعارض وافق على المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، لكنه تمسك بمطلب ابتعاد الأسد عن الساحة فورا. لكن دبلوماسيا من الشرق الأوسط قال «إن زعماء المعارضة يجب ان يتبنوا أفكارا خلاقة لاسيما فيما يتعلق بقبول المشاركة في ترتيبات خاصة بمرحلة انتقالية يبقى فيها العلويون من أنصار الأسد في مواقع حيوية»، واضاف «حتى يتسنى التوصل الى اتفاق في جنيف يجد قبولا لدى الولاياتالمتحدةوروسيا سيتعين على المعارضة الموافقة على المشاركة في ادارة انتقالية بها وجود قوي للعلويين..الأسد قد يبقى رئيسا أو لا يبقى لكن سلطاته ستتقلص على الأقل»، وتابع «انه اذا رفضت المعارضة مثل هذا الاتفاق فستفقد معظم الدول الغربية ولن يبقى في صفها سوى السعودية وتركيا وليبيا». وقال مسؤول ثان من المعارضة السورية على صلة بالمسؤولين الاميركيين «ان واشنطنوروسيا تعملان فيما يبدو على وضع إطار انتقالي يحتفظ فيه العلويون بدورهم المهيمن في الجيش وأجهزة الأمن لضمان عدم إنزال العقاب بطائفتهم ولتشكيل جبهة موحدة لمقاومة تنظيم القاعدة مع ألوية المعارضة المعتدلة التي ستوجه لها الدعوة للانضمام الى جيش تعاد هيكلته». وانتقد المعارض المسؤولين الاميركيين والأوروبيين لمواصلتهم الحديث عن عدم وجود دور للأسد في مستقبل سوريا دون ان يوضحوا كيف سينتهي دوره، وقال «حتى اذا تم تهميش الأسد ورأس سني سلطة انتقالية فلن يكون له سلطان لأنه لا واشنطن ولا موسكو ترغب في انهاء هيمنة العلويين على الجيش وأجهزة الأمن». وقال مسؤول غربي رفيع «ان روسياوالولاياتالمتحدة تناقشتا حول المسؤولين الحكوميين الذين يمكن الابقاء عليهم في المرحلة الانتقالية لكنهما لم تتفقا على أي برنامج عمل ثابت». وقال آفاق احمد وهو مسؤول سابق في الاستخبارات السورية تحول إلى صفوف المعارضة قبل عامين وعلى اتصال بمسؤولين أميركيين وروس «ان موسكو ترغب ان يقود علوي الجيش في أي عملية انتقالية»، وأضاف «ان روسيا ليست متمسكة بالأسد لكن الابقاء على الجيش السوري خط أحمر بالنسبة لها لأنها تدرك أن العلويين بما لديهم من خبرة في الجيش والأمن على مدى خمسة عقود هم أفضل من يقاوم المتشددين». وأضاف «ان الحل السياسي يجب ان يكون تدريجيا ويتضمن قيادة جماعية، وانه اذا تأكد العلويون من انه لا تهديد لحياتهم وممتلكاتهم فانهم سيقبلون برحيل الأسد والصف الأول من قادته العسكريين». ... المزيد