كشفت الأممالمتحدة عن انتقال القتال الذي اندلع في جوبا عاصمة جنوب السودان قبل أربعة أيام إلى ولاية الوحدة شمالي جنوب السودان، وأعلنت أمس بشكل مفاجئ دون أية تفاصيل أن مقرها استقبل عمالا فارين من حقول النفط هرباً من القتال الذي نشب هناك، وامتد النزاع الذي يبدو أنه بدأ يأخذ طابعاً قبلياً إلى بلدة بور عاصمة ولاية جونقلي الشرقية وتوريت عاصمة ولاية شرق الاستوائية، حيث اندلعت اشتباكات بين جيش جنوب السودان ومقاتلين يقال إنهم موالون لنائب الرئيس السابق رياك مشار الذي اتهمه الرئيس سيلفا كير بتدبير محاولة لإطاحته من الحكم، الأمر الذي نفاه مشار. ودعا النائب السابق لرئيس جنوب السودان رياك مشار أمس الجيش إلى إطاحة رئيس الدولة سيلفا كير، مؤكدا في مقابلة مع راديو فرانس انترناسيونال أنه لا يريد أن يناقش إلا "شروط رحيل" منافسه بعد معارك أسفرت عن اكثر من 500 قتيل. وقال مشار "أدعو الجيش الشعبي لتحرير السودان، (القوات المسلحة في البلاد) إلى إطاحة سيلفا كير من منصبه على رأس البلاد". وأضاف "إذا ما أراد أن يتفاوض على شروط تنحيه عن السلطة فنحن موافقون. لكن عليه أن يرحل". وقال مسؤول كبير في منطقة نفطية رئيسية في جنوب السودان إن 16 قتيلا سقطوا في اشتباكات بين عمال في حقلي نفط بالبلاد وأكد أن الحكومة تسيطر على الوضع الآن وأن إنتاج النفط لم يتأثر. وقال مابيك لانج دي مادينج نائب حاكم ولاية الوحدة ل(رويترز) إن خمسة أشخاص قتلوا في وقت متأخر أمس الأول في اشتباكات بين عمال في حقل الوحدة النفطي. وقتل 11 شخصا أمس في اشتباكات بحقل ثار جاث. ويقع الحقلان إلى الشمال من العاصمة جوبا. وقال المسؤول عبر الهاتف "أرسلنا تعزيزات إلى الوحدة مساء أمس (الأول) وتم احتواء الوضع. ونشب القتال هذا الصباح (أمس) في ثار جاث. أرسلنا تعزيزات وتم احتواء الوضع الآن والامر مستقر حاليا". وقالت بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان، إن عمال نفط طلبوا الحماية في مجمع للأمم المتحدة بمنطقة بانتيو المنتجة للنفط. وجاء في بيان مقتضب نشرته البعثة على حسابها على تويتر "يطلب عمال نفط الحماية في مجمع بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان بمنطقة بانتيو بولاية الوحدة". وأضاف البيان أن البعثة توفر مأوى للأهالي في مناطق أخرى. وتوقع مسؤول بالأممالمتحدة أمس، أن تقوم شركة نفط بإجلاء نحو 200 من عمالها لجأوا إلى مجمع تابع للمنظمة الدولية بولاية الوحدة في جنوب السودان. وقال جو كونتريراس المتحدث باسم الأممالمتحدة في جنوب السودان ل(رويترز) في اتصال تليفوني "نتوقع أن يكون وجودهم مؤقتاً، لأن الشركة التي يعملون لديها سترتب على حد علمنا إجراءات لنقلهم من ولاية الوحدة." ولم يذكر اسم الشركة. وكان المتحدث باسم الجيش السوداني قال في وقت سابق أمس، إن السودان يخشى أن يؤثر الصراع الدائر في جنوب السودان على تدفق النفط عبر الأراضي السودانية، وهو ما سيضر مصالح الخرطوم. وقال العقيد الصوارمي خالد ل(رويترز) إنه إذا امتد القتال من ولاية جونقلي الغنية بالنفط والواقعة شمال شرقي جوبا عاصمة جنوب السودان إلى المناطق المتاخمة للسودان، فإن الخرطوم قد تواجه تهديداً أمنياً كبيراً. وأوضح خالد أن نفط الجنوب يعبر الحدود السودانية، وأن توقفه سيؤثر سلبا على السودان معبرا عن قلق شديد لدى الخرطوم من تصاعد الأزمة. من جانبه، قال وزير الإعلام بجنوب السودان مايكل مكوي لويث، إن إنتاج بلاده من النفط لم يتأثر بالقتال الذي امتد إلى خارج العاصمة. وأبلغ لويث (رويترز) بالهاتف "لا يوجد قتال عند حقول النفط. إنها هادئة. النفط يتدفق كالمعتاد". وتدفع دولة جنوب السودان - التي انفصلت عن السودان قبل عامين - رسوما إلى الخرطوم لتكرير نفطها الخام وتصديره من ميناء بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، وهو ما يجعل النفط مصدراً مهماً للدخل لكلا البلدين. ... المزيد