الناقةُ العَجفاء القائمونَ على المدينةِ ينظرون إلى الأهالي بازدراءٍ لا لشيءٍ بل لأنَّ مطالبَ الفقراءِ مزعجةٌ و تؤلمُ في الضميرِ و يهربُ المسؤولُ من وجهِ الطوابيرِ المريعةِ بابتسامتِهِ و وعدٍ لا يُحَقَّقُ ثم يهربُ بعد وقتٍ حاملاً ذهبَ المدينةِ تاركاً عَجْزاً يُحَمَّلُ فوق أكوامِ الديونِ و هذه الصورُ المُمِلَّةُ أصبحتْ مألوفةً و مُغيطةً و تعيدُ أسئلةَ الجياعِ عن المعاناةِ التي لا تنتهي من أولِ الدنيا و يبدو أنَّ فقرَ الآخرين غِنى لقومٍ و الغِنى مُتَوارَثٌ و الفقرُ أيضاً و الشعوبُ ضحيةٌ و خسائرُ الحربِ المليئةِ ما يبرِّرُ لافتعالِ كوارثٍ أخرى و هذي عجْلةُ التاريخِ مسرعةٌ تدورُ بلا اتجاهٍ واضحٍ و القائمونَ على المدينةِ هكذا يتآمرونَ بما يسَهِّلُ فتحَ ثغراتٍ لتأمينِ الهروبِ بلا مشاكلَ قد تعيقُ فرارَهم و مدينتي كالناقةِ العجفاءِ مالَ سِنامُها و تصَحَّرتْ فيها البساتينُ التي أضحتْ مِنَ الاسمنتِ لوناً كالحاً و القائمون على المدينةِ لا تناسبُهم معيشةُ بَلدةٍ صارت أخيراً مرتعاً و نفايةً. الاربعاء 18/12/2013