حال تعز الآن فوضى مرورية، أكوام القمامة تغطّي شوارعها، وانفلات أمني؛ إلى غير ذلك من المظاهر التي تؤلم النفس والقلب معاً؛ لأن مدينة تعز لا تستحق مثل هذا الهوان والإذلال، وفي اعتقادي أن كل هذه المظاهر السيئة التي نراها في كل حي وشارع وزقاق يتحمّلها الجميع، تتحمّلها السلطة المحلية في المقام الأول، وفي المقام الثاني تتحمّلها كل الفعاليات والمكوّنات السياسية والاجتماعية، وكذا المواطن نفسه الذي يتحمّل جزءاً كبيراً من المسؤولية في ظهور مثل هذه المظاهر وبصورة لافتة للنظر جعلت كل الناس في هذه المدينة وخصوصاً الحريصين على مظهر هذه المدينة يعيشون في حيرة من أمرهم، ولا يدرون الأسباب التي أوصلت الأوضاع إلى ما هي عليه من سوء وهبوط في كل شيء، فمثلاً المرور؛ وأقصد مرور السيارات فيها تحوّل إلى فوضى لم نعهد مثلها من قبل؛ مع الغياب الكلي لتطبيق أنظمة المرور، ولا ندري ما هو السبب في غياب الجهة المعنية في تطبيق الأنظمة والقوانين المرورية، وهذا الوضع قد أسهم وبشكل مطلق على زحام حركة المرور في كل شوارع المدينة، وزاد مع هذه الظاهرة تزايد عدد المخالفين والمتطاولين على أنظمة المرور وقوانينه؛ وهذه مسألة واضحة للعيان ولا غبار عليها، وهنا أقول إن المسؤولية تقع على الإدارة المعنية، ثم على المواطن نفسه، فالواجب على إدارة المرور أن تفعّل وتنشّط دورها من خلال جنودها المنتشرين في مختلف الجولات والشوارع، وإلزامهم بتطبيق النظم المرورية على الصغير والكبير دون استثناء حتى تستقيم العملية ويسود النظام المروري، كما أن الواجب عليها أيضاً نشر الوعي المروري المكثف، وهناك وسائل مختلفة لذلك؛ على أن يترافق مع ذلك فرض هيبة المرور من خلال التطبيق الصارم على الجميع، مالم فإن الوضع المأساوي القائم الآن سوف يتفاقم، ولن نستطيع بعد ذلك فعل شيء، وهنا أشير إلى نقطة مهمة وهي المخالفات التي يقوم بها سائقو الدراجات النارية والتي تتسبّب بالكثير من الحوادث، ونتمنّى في هذا الخصوص أن تُعامل الدراجة معاملة المركبات الأخرى، وألا يكون هناك تهاون في هذا الأمر حتى تستقيم أمور المرور، ولا أخفي سراً أننا قد تعبنا كثيراً من هذه الفوضى السائدة، وإذا خلصت النية في الإصلاح؛ فإن الأمور حتماً سوف تستقيم. أما النقطة الثانية؛ فنحن الآن نشاهد أكوام القمامة مكدّسة في كل شارع وزقاق بدعوى أن عمال النظافة في حالة إضراب، وإذا كان الحال كذلك؛ فإن المسؤولية على كل مواطن يسكن هذه المدينة تكون مضاعفة في الإسهام والتقليل من وطأة هذه المشكلة الخطيرة التي قد تتسبّب في انتشار الأوبئة والأمراض وجذب الحيوانات الضالة من خارج المدينة والتي تجد مرتعاً لها بين أكوام هذه القمامة، والمطلوب وعبر عقاّل الحارات أن تقوم محلات نظافة كل في مكانه حتى لا يأتي يوم وننام جميعاً على أكوام من القمامة، وعلى أولئك الذين يحرّضون عمال النظافة على الإضراب بين لحظة وأخرى أن هذا النوع من المكايدات السياسية لن يجدي نفعاً، واتقوا الله فيما أنتم فيه من ضلال. أما الجانب الأمني؛ فهذه ظاهرة معمّمة على كل محافظات الجمهورية؛ لأن هناك ارتخاء في محاربة هذه الظاهرة؛ حيث إن مدينة تعز كانت تسمّى «مدينة السلام» ومن أوصلها إلى هذا الحال معلومون، والشعب أذكى. رابط المقال على الفيس بوك