ما نشاهده اليوم في مدينتنا تعز من تراكم للقمامة هنا وهناك في كل شارع بل وكل حي وكل مكان لأمر محزن ومُبكٍ بنفس الوقت، لأن تراكم القمامة بمثل هذه الصورة التي نشاهدها اليوم تمثل لنا تهديداً خطيراً للصحة العامة، فما من مكان تتراكم فيه القمامة والمخلفات الأخرى إلا وترى الحشرات الضارة والمهددة لصحة الناس، تتكاثر فيه لأنها وجدت من تراكم القمامة المكان الملائم والمناسب لتكاثرها، لهذا نرى أن بعض الأمراض بدأت تنتشر هذه الأيام كأمراض الإسهالات والملاريا وغيرها من الأمراض التي تتسبب بنقلها مثل تلك الحشرات.. ألا يكفي ما نحن فيه من تدنٍ للخدمات الصحية؟ في اعتقادي إن المواطن لا يعي ولا يدرك مسئوليته في مثل هذا الجانب، فما نلاحظه أن غياب عمال النظافة في أداء واجبهم، وهذا قد يكون له مبرراته وأسبابه التي لا نعلمها نحن إلا أن المواطن بدلاً من أن يسهم كواجب وطني عليه للارتقاء بمسألة النظافة العامة وخصوصاً نظافة الشوارع والأحياء يعمل العكس تماماً فهو من يزيد الطين بلة. فما نلمسه أن الكثير من أصحاب المنازل والمحلات التجارية يتعمدون إلقاء القمامة والمخلفات في قارعة الطريق ولا يكلفون أنفسهم إلقاءها في براميل القمامة، والتي هي الأخرى أصبحت مغطاة بالقمامة، لأنه لم يتم إفراغها منذ أسابيع تقريباً، لكن رمي القمامة في مكان واحد بدلاً من رميها في أي مكان كان سيخفف من أضرار المشكلة ولو بشكل نسبي. إن المسئولية في هذا الجانب تعتبر مسئولية مشتركة وعلى المواطن أن يتحمل جزءاً منها من خلال تعاون الجميع في المدينة على نظافة الشوارع والأزقة والأحياء والاتكال على الجهات المعنية في الأمر، فبذلك يعني التهرب من مثل هذه المسئولية الوطنية خصوصاً في مثل هذه الظروف التي تعيشها البلاد، فعلينا أن نرحم أنفسنا وأبناءنا مما قد يكون لا سمح الله. شجون مرورية المتتبع لشوارع مدينة تعز هذه الأيام سيجد أن هناك فوضى مرورية من خلال ذلك الزحام غير المبرر الذي نشاهده في معظم الشوارع وخصوصاً الرئيسية منها، ومع تقديرنا لرجال المرور لما يبذلون من جهد إلا أننا مازلنا نرى أن هناك بعض القصور من البعض الذين لا يؤدون واجبهم كما ينبغي، بالإضافة إلى ذلك فإن المواطن يتحمل جزءاً من المسئولية، حيث إن البعض من السائقين لا يتعاونون مع رجال المرور وهؤلاء ممن يفتقدون إلى الذوق العام لأن قيادة السيارة في المقام الأول ذوق وفن وأخلاق، حيث إن البعض من هؤلاء يتعمدون المخالفات ويفتعلون زحمة السيارات في الشوارع جاعلين من أنفسهم فوق النظام والقانون ومع عدم التزامهم وتطاولهم على ذلك نقول لهم أين الأخلاق واحترام الذوق العام فإذا غاب كل ذلك فإننا سنتحول إلى وحوش كوحوش الغابة. اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه.