سمير رشاد اليوسفي بشهادة كثرة من زملائه في مؤتمر الحوار الوطني،يتسم أمين عام حزب الرشاد السلفي "عبدالوهاب الحميقاني " بخلق عظيم، مفعم بالنبل والتسامح ، ما جعله محط أنظار المختلفين مع التيار السلفي ، جراء تصرفات رعناء لجموع الحمقى الطائشين ،المتورطين بجرائم تكفير وقتل وإرهاب ،من المنضوين في السلفية الجهادية . وعلى مدى تسعة أشهر منصرمة من ضجيج الحوار الوطني ، ارتقى" الحميقاني" ليغدو شاهداً متحركاً على أنّ ثمة سلفيين ذوي بصيرة وعقل رشيد ، وسمت حسن .. قادرين على تقديم الفكرالسلفي بأنموذج لا يشوبه العنف والجهل ،ولايتفجرون في وجوهنا كألغام موقوتة ، اذا ما اقتربنا منهم ، وأثبت أنّ تعميم الصفات الذميمة على جماعة ما ، دون سبرأغوارها، مجرد هراء مرده الحقد وقلة المعرفة . وعلى ذلك فقد تلقى " الحميقاني" الشكر الجميل ،وظفر بمقابلات عديدة في وسائل الاعلام ، بزغ من خلالها بمظهر العارف الحكيم ، متألقاً بابتسامة آسرة مزهرة . حينها . شرعت في تتبع الرجل الذي صار أمينالأول حزب سلفي يخوض غمار السياسة في جزيرة العرب ، من خلال النزر اليسير الذي تيسر عنه في " جوجل " وتفرسٍ مصغٍ لبعض مجايليه ،وتلمسٍ لمواقفه وآرائه المعلنة في حوار موفنبيك ، وحرصت على ذلك لكوني واحداً ممن يظنون أنّ السلفيين يفكرون بعقول الموتى ، وينظرون بعيونهم ، فلابأس والأمر كذلك من التوغل في فكر وعقل سلفي من طراز جديد. نعم ، ظهر الحميقاني كذلك .. عاقل بمحض إرادته . وكان من الطبيعي الاختلاف مع كثير من أطروحاته ، على اعتبار أنّ ذلك من التنوع الذي لامناص منه ، فمن غير المنطقي أن نكون نسخاً مكرورة متشابهة ، ومن العدل أن نختلف بوعي وتقوى ، بعيدا عن الخصومة الفاجرة ، فالإنسان تمامه في النقصان " ولم يخلق ليكون كاملاً" لذلك كله .. أصبت بدائرة من الذهول عصر أمس ،وأنا أتلقى القرار الامريكي بإدراج الشيخ البيضاني عبدالوهاب الحميقاني ضمن قوائم الإرهاب ، التي تفسح المجال لتصفيته دون إحم أو محاكمة ..... هكذا مرة واحدة ، بلا دليل أو مقدمات ... وبعد أيام من قتل مساكين بسطاء ،كانوا يزفون عروساً في رداع ،عاصمة محافظته البيضاء . المتخمة بناشطي " القاعدة" . أخطأتهم الطائرة بدون طائر ، وأصلّتْ بسعيرها أولئك المساكين . هل مارس الحميقاني " التقية" وظهر حملا ً وديعاً ، مغرراً على زملائه في الموفنبيك ، بصوته الهادي ، الذي كاد يكون شجياً ، ومنطقه الساحر المؤثر ؟ ... إن كان الشيخ" الحميقاني" قد فعل ذلك ، فلن يكون سوى " أحمق صغير" بعد أن كشفته الCIA.... وإن صدق الرجل ، وهوماأصدقه ، ولاأشك فيه ..... فهناك شيئ في نفس الأمريكان ، وأمر جلل يبيتونه ويخططون له . وكعادتنا ... لن تكتشفه ، حتى مع مرور الأيام .