موسكو- اف ب: غادر صاحب الإمبراطوريّة النفطيّة السابق ميخائيل خودوركوفسكي الذي أطلق سراحه بموجب عفو وقعه أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتوجه إلى ألمانيا كما أعلنت إدارة السجن. وقال فاديم كليوفان كبير محامي خودوركوفسكي لوكالة فرانس برس: نعم يُمكنني تأكيد هذا الخبر، مشيرًا إلى أن موكله المسجون منذ أكثر من عشر سنوات غادر المعسكر الذي كان يعتقل فيه في سيكوجا البلدة النائية جدًّا في شمال غرب البلاد. وذكر التلفزيون الحكومي نقلاً عن مصادر ملاحيّة أن السجين السابق نقل بمروحيّة إلى سان بطرسبورج، قبل أن تُعلن إدارة السجن أنه توجّه إلى ألمانيا. وقالت إدارة السجون في تصريح نقلته وكالة ريا نوفوستي: لقد توجّه بالطائرة إلى ألمانيا حيث تُعالج والدته، وقدّم طلبًا للحصول على جواز سفر. وكان الكرملين أعلن في بيان أمس أن الرئيس الروسي وقع مرسوم العفو عن خودوركوفسكي. وجاء إعلان الكرملين غداة تأكيد بوتين أمس وخلافًا لكل التوقعات أن خودوركوفسكي الذي يُفترض أن يتمّ الإفراج عنه في أغسطس 2014، تقدّم إليه بطلب عفو لأسباب إنسانية إذ أن والدته مريضة. وقال بوتين: مرسوم العفو سيُوقع قريبًا جدًّا، مؤكدًا أن خودوركوفسكي المسجون منذ 2003 كتب رسالة طلب فيها العفو. وأوضح أنه كان يُفترض بميخائيل خودوركوفسكي وفقاً للقانون أن يُقدّم طلباً بهذا المعنى ولم يفعل. لكن مؤخرًا كتب هذه الرسالة وتوجّه إليّ شخصيًّا لطلب العفو. وقال الرئيس الروسي في بيان نشره الكرملين أمس مسترشدًا بمبادئ إنسانية، قرّرت أن ميخائيل بوريسوفيتش خودوركوفسكي يجب أن يتمّ الإفراج عنه قبل انتهاء عقوبته، وهذا المرسوم يدخل حيّز التنفيذ على الفور. من جهتها، صرّحت مارينا والدة خودوركوفسكي بصوت مضطرب للتلفزيون الروسي: أكاد لا أصدق ذلك. وقال محللون سياسيون واقتصاديون: إن بوتين يسعى إلى تحسين أجواء الأعمال وصورة روسيا مع اقتراب دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي في فبراير المقبل، وهي مسألة ترتدي أهمّية كبرى لدى الرئيس الروسي. ورحّب وزير الخارجية الألماني الجديد فرانك فالتر شتاينماير منذ مساء الجمعة بهذا النبأ السار. وفاجأ إعلان العفو عائلة رجل الأعمال السابق الذي كان أغنى رجل في روسيا ومحاميه. وذكرت صحيفة كومرسانت أمس أن ميخائيل خودوركوفسكي صاحب إمبراطوريّة النفط السابق المسجون منذ أكثر من عشر سنوات تقدّم بطلب العفو الرئاسي إلى فلاديمير بوتين تحت ضغط الاستخبارات. ونقلت "كومرسانت" عن مصادر لم تحدّدها انه بعد كشف القضاء الروسي في ديسمبر عن تحقيقات جديدة ضد خودوركوفسكي يمكن أن تُؤدّي الى محاكمة ثالثة له، التقى أعضاء في الاستخبارات مع صاحب النفوذ السابق. وروى له هؤلاء أن الوضع الصحي لوالدته يتدهور وتحدثوا عن قضيّة جنائيّة ثالثة ضدّه، حسب الصحيفة التي أضافت أن هذه المحادثة التي جرت بحضور محامين، اجبرت خودوركوفسكي على التوجّه الى الرئيس. وقال المحامون ووالدة خودوركوفسكي إنهم لا يملكون أيّ معلومات تتعلق بطلب العفو هذا. وكان خودوركوفسكي يعتبر في إحدى الفترات أغنى رجل في روسيا وأحد أكثر الشخصيّات نفوذًا في هذا البلد. وحكم عليه في 2005 بالسجن مع الأشغال الشاقة ثمانية أعوام إثر إدانته "بالاحتيال والتهرّب الضريبي".