تونس - وكالات: أعلن المتحدث باسم الرباعية الراعية للحوار الوطني بتونس، فاضل محفوظ، عن تأجيل الحوار الوطني الذي كان سيستأنف أمس إلى يوم بعد غد الاثنين وقال محفوظ إن التأجيل جاء من أجل مواصلة الحوار مع الأحزاب السياسية التي كانت مشاركة وأعلنت انسحابها أو تجميد مشاركتها فيه لمراجعة مواقفها. وكان من المقرر أن تُستأنف، مساء أمس الجمعة، جلسات الحوار الوطني التونسي بغية التوصل إلى تشكيل حكومة محايدة وتحديد موعد استقالة حكومة النهضة وموعد إعلان الحكومة المقبلة. وتأتي جلسة الحوار وسط انقسام بين الأحزاب السياسية المعارضة، فبينما رفض الحزب الجمهوري المشاركة في الحوار قرر نداء تونس المشاركة فيه. وقرر نداء تونس أحد أكبر أحزاب المعارضة في اجتماع لقيادته بضاحية قمرت المشاركة في الحوار، وسط حالة انقسام في الحزب من الحوار مع حركة النهضة، كما أوضحه لزهر العكرمي الناطق باسم نداء تونس. وأعلن الحزب الجمهوري انسحابه نهائيا من الحوار فيما اكتفت الجبهة الشعبية بتعليق مشاركتها مع مراقبته عن كثب. وستحدد القوى الثلاث الرئيسية في المعارضة موقفها من الحكومة المقبلة بحسب التزامها ببنود خارطة الطريق التي وقعت عليها سبتمبر الماضي مع حركة النهضة. ومن المتوقع أن يعلن مع استئناف الحوار موعد استقالة الحكومة التي تقودها حركة النهضة وأن تبدأ رسميا المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة بتكليف الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي مهدي جمعة برئاسة الوزراء بعد ترشيحه من طرف 9 أحزاب لتولي المنصب. وتجرى المفاوضات على أساس "خارطة طريق" طرحها الرباعي الراعي للحوار في 17 سبتمبر 2013، ووقعت عليها أبرز أحزاب المعارضة وحركة النهضة الإسلامية. وجرت أول جلسة من هذه المفاوضات التي يطلق عليها في تونس اسم "الحوار الوطني" يوم 25 أكتوبر 2013 إلا أنها توقفت منذ 4 نوفمبر بسبب خلافات بين المعارضة وحركة النهضة حول المرشح لرئاسة الحكومة غير الحزبية. والسبت رشحت تسعة أحزاب (بينها حركة النهضة) من أصل 19 حزبا شاركت في عملية تصويت، مهدي جمعة (51 عاما) وزير الصناعة في الحكومة الحالية التي يرأسها علي العريض القيادي في حركة النهضة، لرئاسة الحكومة غير الحزبية. والخميس أعلن حسين العباسي الأمين العام للمركزية النقابية في مقابلة مع التلفزيون الرسمي أن "العد التنازلي" لاستقالة حكومة علي العريض سيبدأ في اليوم نفسه الذي يستأنف فيه "الحوار الوطني".