بقلم : حسين شاجرة يستعلى الظلم وينتفش الإفك ويحتكر الكلام باسم الناس وهم منه براء، يوهم المساكين أن الأرض قد دانت له، بينما هو خائف يرتعد لأنه يعرف ماذا فعل وما مصيره، ينتفض الأحرار رافضين بناء الأصنام وعبادتها فيسرع إليهم من ارتضوا عبادة الأوثان وأنصاف الآلهة لينهشوا فيهم ويقولوا: ويلكم ما بالكم بإلهنا، إنه يصيب ولا يخطئ ويعلو ولا يُعلى عليه، وتصيبهم حمى السامرى بعد أن صنع العجل لقوم موسى فيهتفون لا مساس لا مساس! الناس أصناف ثلاثة، الأول يأبى العبودية إلا لخالقه ولا يرضى بغير الحرية والكرامة الكاملة، والثانى يتحرر حيناً من عبودية البشر ويسقط حيناً راكعاً مع الراكعين، أما الصنف الثالث فهو المتلذذ بعبودية الناس دون رب الناس، وإذا لم يجد صنما يعبده صنع لنفسه صنماً لترتاح نفسه، لا تعنيه أحاسيس الكرامة، فهو لا يعرفها ويعشق ضربات السوط ويشجيه صوتها، لأنه يعتقد أن الحياة لابد أن تكون هكذا، مسكين ضل السبيل، ولكن الأيام تثبت أن العبيد ينفرون من الحرية ويشتاقون للذل والهوان، حتى إن عبداً أعتقه سيده وأطلق سراحه فوجده عائداً إليه فى المساء قائلا: اشتقت إلى سوطك