حماس في ضواحي تل أبيبالقرار بتحويل السلطة الفلسطينية الى دولة مراقبة في الجمعية العمومية للامم المتحدة يبعث نقاشا جماهيريا أساسه قانوني. فالخطر المركزي الناشيء عن النقاش هو امكانية أن يتمكن الكيان الفلسطيني المعلن من التوجه الى المحكمة في لاهاي وطلب البحث في مسائل يعتبرها جرائم حرب للجيش الاسرائيلي. وعقب ذلك سيتخوف مسؤولون اسرائيليون كبار عند السفر الى الخارج من مغبة اعتقالهم. بالفعل يعد هذا تخوف لا بأس به ولكنه ليس الاساس. التخوف الاساس هو أن من شأن حماس ان تسيطر على يهودا والسامرة، وسينضم السهل الساحلي الى المناطق المتعرضة للصواريخ والمقذوفات الصاروخية التي في الجنوب وفي الشمال كلما رغبت المنظمة في ذلك. في مثل هذا الوضع ستكون منظومة 'القبة الحديدية' اقل نجاعة لسببين: الاول هو أن مدى الفعل سيقل وسيكون ممكنا اطلاق النار على اسرائيل بالراجمات. والثاني انه سيكون ممكنا استئناف الارهاب البري. كما هو معروف، صوتت أغلبية الفلسطينيين في الانتخابات السابقة في يهودا والسامرة لحماس. ولكن تواجد الجيش الاسرائيلي في هذه المناطق، خلافا لقطاع غزة، منع سيطرة حماس. عندما تحظى السلطة الفلسطينية بالمكانة الجديدة ستتعرض الى الضغط للمطالبة بخروج الجيش الاسرائيلي من يهودا والسامرة، وسيكون من الصعب على اسرائيل البقاء هناك كي تضمن استمرار حكم ابو مازن ورجاله. يمكن لابو مازن أن يقرر في مرحلة معينة اجراء انتخابات عامة ستؤدي باحتمالية عالية الى انتصار حماس. في مثل هذه الحالة سيضطر الجيش الاسرائيلي على ما يبدو الى تقليص تواجده في يهودا والسامرة وستضطر دولة اسرائيل الى مواجهة مشكلتين مركزيتين. الاولى هي كيفية حماية البلدات اليهودية في المناطق بنجاعة، والثانية هي كيفية حماية اسرائيل حين يكون عررضها في منطقة نتانيا نحو 15 كيلو متر فقط. يقوم الدفاع عن اسرائيل على خطوط داخلية، وعندما يكون بوسع الارهاب الناجع من يهودا والسامرة ان يقطع الدولة الى قسمين شمالي وجنوبي، فان هذا الدفاع يكون متعذرا. عمليا سنقف عندها أمام تهديد وجودي. كما أن الارهاب من يهودا والسامرة يمكنه أن يدعم كل خطوة عسكرية لعدو خارجية محتمل، كونه سيمنع قدرات نقل الفرق من الجنوب الى مناطق قتالية اخرى ولان مطارات اسرائيل ستخضع للنار من جانب حماس. في مثل هذا الوضع، سيكون لباب الاعمال التجارية الاسرائيلية وأساس صناعاتها عرضة للاصابة بالضبط مثلما هي سديروت وبئر السبع اليوم. وعليه فيجب البدء في الاستعداد للسيناريوهات التي عرضت هنا، ولا سيما العمل على ان يتمكن الجيش الاسرائيلي في كل تغيير يطرأ على الكيان الفلسطيني في الشرق ان يكون متواجدا في يهودا والسامرة حسب ما تقتضي الحاجة. عوديد تيرا معاريف 2/12/2012