كان إسحاق شامير، رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي قد قال وهو يخاطب جيش الدفاع الاسرائيلي: "إن الجيش الثاني هو الرعب الذي ينبغي أن نبثّه في قلوب أعدائنا، ولذلك كان على إعلامنا أن يقوم بهذا الدور". وبالإضافة إلى الإذاعة الخاصة بالجيش وعشرات المجلات والصحف والتي تنشر بالعبرية والعربية، فإن ميزانية تبلغ عشرات الملايين من الدولارات ينفقها هذا الكيان لاستئجار صحف عالمية وإنشاء صحف خاصة عبر العالم تدعم النظرية اليهودية التي تمهد لرأي عام عالمي يذهب إلى أن الوطن العربي هو وطن يهودي بالأساس غير أن اليهود المظلومين طُردوا منه. ولهذا فإن الكيان الاسرائيلي احتفل «بعيد الاستقلال الستين» قبل أسابيع، وهنّأت بعض الدول العربية اسرائيل بهذه المناسبة الوطنية، وحضر رئيس أمريكا "جورج بوش" لتهنئة اسرائيل بعيد الاستقلال، وقال: «إن اسرائيل هي أرض الدولة العبرية» أي أن فلسطين ليست إلا الوطن اليهودي، وليس لأي آخرين. المثير أن بعض العرب قد انطلت عليه هذه الدعاية بعد أن أصبح الكيان الاسرائيلي مرتبطاً باستراتيجية دفاع مع أمريكا. ولما قال محمد عبدالغني الجمصي والمشير أحمد اسماعيل والفريق الشاذلي وغيرهم؛ لما قالوا للراحل السادات: ينبغي أن نستمر في مقاومة الكيان الاسرائيلي ولا نجعل من «ثغرة الدفرسوار» مبرراً لوقف الحرب، قال لهم «ياخوانا دي أمريكا، مش راح أحارب أمريكا!!». ولما قال الرئيس علي عبدالله صالح في قمة القاهرة: من هي اسرائيل حتى تزرع هذا الخوف وتعبث هذا العبث؟! مال بعض الزعماء على بعض يظهرون هذا العجب من قول الرئيس!!. ما حدث أن العزيمة العربية والعزة الإسلامية كسرت هذا الرعب عبر أطفال الحجارة، فاستغاثت اسرائيل بالعالم؛ لأن حجارة الأطفال كادت أن تهدد وجودها. ثم جاءت المقاومة اللبنانية لتمرغ أنف اسرائيل بالوحل وتهزمها شر هزيمة عندما كسرت الجيش العميل في جنوبلبنان بزعامة لحد وأصحابه، وقبل ذلك ما حدث في قلعة الشقيف، ثم كان انتصار لبنان في عام 2006م، ثم كان الانتصار الثاني في عام 2008م. ثم خضوع هذا الكيان عندما طلبت اسرائيل من مصر أن تتوسط لدى حماس لعمل تهدئة بعد أن طالت صواريخ الفلسطينيين الشمال الفلسطيني وأصبحت مستعمرة «سديروت» وغيرها تحت نيران التحرير الفلسطيني. يا أبناء أمتنا.. إن الأعداء يستخدمون الرعب والإرهاب لوقف الانعتاق من الظلم والاستعمار والتخلف؛ فلابد أن ندحر الأعداء.