تشكلت حكومة الكيان الاسرائيلي الجديدة برئاسة «بنيامين نتنياهو» المعروف بتطرفه وكراهيته للعرب. ولعل العالم الغربي وأمريكا قد لاحظوا أن هذه الحكومة سوف تقف حجر عثرة أمام السلام. فإذا كانت الوزيرة «تسيبي ليفني» وزيرة خارجية الكيان الاسرائيلي في حكومة «أولمرت» السابقة تذهب إلى أن طرد الفلسطينيين من أرضهم يعد خطوة أولى لتحقيق اسرائيل الكبرى من البحر إلى النهر، فإن «ليبرمان» وزير الخارجية الحالي يذهب إلى أن قتل الفلسطينيين هو الأفضل؛ لأن طردهم لا يكفي، فقد يعودون من جديد. بل إنه يعتقد كما في خطبه الكثيرة بأن قتل نساء فلسطين مهم جداً؛ لأنهن مصانع الإرهاب. وكان ليبرمان وهذا ما لم يقله الإعلام أحد أفراد فريق يقوم بتسميم مياه الفلسطينيين بمادة «العقم» فإذا شرب الفلسطيني الماء من هذه الآبار أصيب بالعجز الجنسي ثم العقم!!. وكان أصاحب هذه الفكرة أيضاً مناحيم بيجن وجولدا مائير واسحاق شامير، وكلهم قد شغلوا منصب «رئيس وزراء» الكيان الاسرائيلي في فترات متفاوتة!!. أول إعلان قاله وزير خارجية الكيان الاسرائيلي الجديد «ليبرمان» إن أحداً لا يستطيع إلزام اسرائيل بأية اتفاقية أمضاها الاسرائيليون قبل مجيئه ومنها اتفاقيات «أنابولس» التي تقضي باعتراف متبادل بين الفلسطينيين والاسرائيليين. ونحن نعي أن اليهود لا يفون بوعودهم، ولكن مجرد تذكير للذين يغالطون أنفسهم بالسلام المزعوم، فالفكرة التي تذهب إلى عدم الثقة باليهود وأيمانهم ومواثيقهم وعهودهم ليست معتمدة على خرافات وأساطير وهمية؛ ولكنها الحقيقة. ولقد قال الرئيس مبارك الذي يقوم بدور الوساطة بين الكيان الاسرائيلي والفلسطينيين إن الاسرائيليين ليسوا جادين، وإن على «أولمرت» أن يعزز ثقة العالم بالحكومة الاسرائيلية، فما يوافق عليه الفريق الاسرائيلي المفاوض صباحاً يتراجع عنه ظهراً حين يتصل بحكومته. نحن مع السلام العادل الذي يعيد الحق إلى أهله، فليس معقولاً أن يُطرد شعب فلسطين من أرضه ليحل في هذا الأرض يهود تركوا أوطانهم الحقيقية في روسيا وبولندا وأمريكا وأوروبا عموماً بحجة خرافة بلهاء تذهب إلى أن فلسطين «أرض الميعاد»!!. حكومة الكيان الاسرائيلي بلا شك ديمقراطية تعبر عن نوايا هذا الشعب الوافد المحتل الذي لا يؤمن لا بتعايش ولا بسلام، وليبرمان ومن على شاكلته لابد أن يحترموا خيار الشعب الاسرائيلي.. أما العرب فمشغولون بخلافاتهم.