استمرت الاشتباكات العنيفة ودوي الانفجارات لليوم الرابع على التوالي أمس، على طريق مطار دمشق الدولي الذي شهد انقطاعاً للتيار الكهربائي صباحاً، وسط قصف شنته القوات النظامية بالطيران الحربي والمدفعية استهدف أحياء العاصمة السورية خاصة جوبر وبرزة وبعض المناطق الريفية حيث يتمركز مقاتلون للمعارضة. وفيما تتصاعد العمليات العسكرية حول مطار دمشق الدولي، توعدت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام المعارضين قائلة إن «الجيش السوري النظامي فتح منذ صباح الخميس أبواب جهنم على مصراعيها، أمام كل من سولت له نفسه الاقتراب من دمشق أو التخطيط للهجوم عليها». في حين أوقع العنف 121 قتيلاً بينهم 15 ضحية سقطوا بانفجار سيارة مفخخة في حي الحمرا بحمص، فيما تحدثت مصادر أخرى عن انفجار بسيارتين مفخختين بحيي الملعب البلدي والغوطة بالمدينة المضطربة. في دمشق وريفها، حيث سقط 26 قتيلاً بينهم 5 أطفال وسيدتان إحداهما حامل بالشهر السادس، ذكرت لجان التنسيق المحلية المعارضة أن التيار الكهربائي انقطع، صباح الأحد، عن مبنى المطار الدولي، مع تجدد الاشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي على طريق المطار. وتحدثت لجان التنسيق عن اشتباكات عنيفة اندلعت على طريق المطار ترافقت مع سماع دوي انفجارات، في حين شهدت عدة أحياء دمشقية عمليات قصف بواسطة الطيران الحربي، كان أعنفها على حيي جوبر وبرزة. ومع كثافة القصف الجوي على مواقع مقاتلي المعارضة بمناطق ريف دمشق، استمر القصف المدفعي والاشتباكات بين القوات النظامية والمعارضة، بحسب المرصد الحقوقي. وقال المرصد في بريد إلكتروني إن اشتباكات تدور بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في الغوطة الشرقية، بينما تتعرض بلدات ومدن دوما ورنكوس والسيدة زينب والزبداني وعربين وحرستا ومضايا وبيبلا ويلدا بريف دمشق للقصف. وفي وقت سابق، شنت الطائرات الحربية غارتين على مدينة داريا جنوبدمشق، بينما حلقت المقاتلات الحربية في سماء الغوطة الشرقية. وتحدث المرصد عن اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط بلدتي دير العصافير وبيت سحم بريف العاصمة، مشيراً إلى أن الجيش النظامي يستقدم تعزيزات إضافية للمنطقة. وسقطت قذائف هاون على المنطقة الواقعة بين حي برزة شمال العاصمة ومدينة حرستا إلى الشمال الشرقي منها مع تحليق للطيران الحربي، بحسب المرصد. كما تعرضت الأحياء الجنوبية من العاصمة لقصف مدفعي من القوات النظامية. وأبلغت ناشطة من دمشق عرفت عن نفسها باسم «ألكسيا» فرانس برس عبر سكايب أن «أصوات الانفجارات باتت أقرب وأقوى يوماً بعد يوم». وأشارت إلى أن أعداداً كبيرة من عائلات الريف لجأت إلى دمشق مما يؤثر على كل مناحي الحياة، من توفير الإغاثة إلى النقل والإقامة والأكل والشراب. وقالت مصادر معارضة إن الطيران الحربي شن طلعات جوية على أطراف طريق مطار دمشق الدولي بالغوطة الشرقية بريف دمشق بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في تلك المنطقة بين الجيشين الحر والحكومي. بينما أفادت الشبكة السورية بتعرض مسجد حران العواميد في الغوطة الذي شيد قبل أكثر من ألف عام لقصف مركز من قبل دبابات الجيش الحكومي والمدفعية. في حمص، قتل 15 شخصاً وأصيب 24 آخرون جراح بعضهم خطيرة، جراء تفجير في حي الحمرا بالمدينة، بحسب وكالة الإنباء الرسمية «سانا». وكان التلفزيون الرسمي أشار في معلومات أولية إلى أن التفجير ناجم عن سيارة مفخخة. ونقلت الوكالة الرسمية عن مصدر مسؤول في المدينة قوله إن «التفجير الإرهابي أسفر عن استشهاد 15 مواطناً وإصابة 24 آخرين جروح بعضهم خطيرة». وأوضحت الوكالة أن التفجير وقع صباح الأحد في حي الحمرا بحمص، وأدى إلى «الحاق أضرار مادية كبيرة بالمباني السكنية والسيارات المركونة في الحي». وقال المرصد السوري في بيان «سمع دوي انفجار شديد في حي الغوطة بمدينة حمص تبين أنه ناجم عن سيارة مفخخة في حي الملعب». وأظهرت أشرطة فيديو بثها ناشطون على شبكة الإنترنت جانباً من الدمار الذي الحقه التفجير بالمكان. ويظهر في أحد هذه الأشرطة دمار كبير جزئياً وجثة امرأة، بينما تشتعل بالقرب منها سيارتان تقفان على طرفي الشارع. وفي ختام الشريط ينادي أحد الأشخاص «شيلوا (ارفعوا) الجثث معنا يا شباب»، بينما يحاول ازاحة الأنقاض لإزالة جثة غطاها الركام بشكل شبه كامل. وفي شريط آخر، تظهر سيارة محترقة وشبه مدمرة وقد انقلبت رأساً على عقب إلى جانب رصيف شارع يملؤه الحطام. ... المزيد