هناء الحمادي (أبوظبي) - تبقى المحافظة على نظافة المدينة من السلوكات التي يجب أن يتم التأكيد عليها للوصول إلى الرقي. وهذا السلوك يجب أن نزرعه في عقل المجتمع بكافة أعماره وفئاته. ومن هنا يبرز دور المؤسسات المختصة في هذا الموضوع للتركيز على أهمية التربية البيئية في تطوير السلوكات البيئية، وضمنها النظافة، والتي قد تعتبر مجرد سلوك بسيط، ولكنه بالأساس سلوك إذا ما اتبعه كل فرد من أفراد المجتمع بصفة شخصية فإنه يسهم في تحقيق حماية للبيئة. ومع اعتدال الطقس وخروج العائلات للاستمتاع بالحدائق والأماكن الترفيهية المتنوعة المتوافرة في أبوظبي، تبرز مشكلة ترك المخلفات التي تشوه مظهر المدينة وتعود بنتائج سلبية على البيئة، ما دفع مجموعات تهتم بالبيئة إلى إقامة حملات أبرزها «نظفوا الإمارات» محاولة منها لجعل النظافة ممارسة يومية حضارية. حملة سنوية في سبيل المحافظة على نظافة البيئة، برزت فعاليات حملة «نظفوا الإمارات» في دورتها ال 12 في العاصمة أبوظبي التي اختتمت مؤخرا، بعد أن شارك بها نحو 4500 شخص تم تجهيزهم بكامل العدة والعتاد لحفظ سلامتهم من قفازات قطنية وأكياس بلاستيكية قابلة للتحلل ومستوعبات مخصصة لتجمع النفايات، لتسير قافلة الحملة في الإمارات السبع وعلى مدار أسبوع من الفعاليات. وخلال الفعالية تم جمع 2,5 طن من النفايات في اليوم الأول، وفي مدارس إمارتي الشارقة وعجمان جمعت الحملة، التي تنظمها مجموعة عمل الإمارات للبيئة ودائرة البلدية والتخطيط بعجمان، نحو 6 أطنان من النفايات من منطقة المنتزي بعجمان التي تعتبر من المواقع الإستراتيجية التي يرتادها الزوار للتنزه. إلى ذلك، قالت حبيبة المرعشي، رئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة، إن المجموعة تمكنت من خلال رحلة حملة «نظفوا الإمارات»، والتي استمرت 12عاما على التوالي، من إيصال رسالة واضحة المحافظة على البيئة، ومحاولة تعزيز ثقافة إعادة التدوير لتصبح جزءا لا يتجزأ من نشاطات الفرد اليومية، مؤكدة أن الحملة منذ انطلاقها تحتضن إمارة تلو الأخرى عاما بعد عام بأهدافها تصل برسالتها النبيلة إلى الأجيال كافة، وبمشاركة الجميع من المواطنين والمقيمين الذين لبوا النداء لهدف واحد ومشترك وهو المحافظة على بيئة الإمارات. ويعتب خلفان الظاهري (رب أسرة)، الذي يعشق التخييم في المناطق البرية مع أسرته، على الأسر التي ترتاد المناطق البرية مخلفين وراءهم الكثير من المخالفات والسلوكيات المرفوضة في البر، من حيث رمي الأوساخ وعدم وضعها في الأماكن المخصصة لها. ويقول «خلف قانون السماح بإقامة المخيمات في البر، تختبئ الكثير من المخالفات التي اعتاد أصحاب هواية التخييم الإقدام عليها، غير مراعين لحزمة التعليمات والتحذيرات التي نصت عليها القوانين واللوائح الصادرة من الوزارات والهيئات المعنية. ومعظم تلك المخالفات والتجاوزات باتت سمة دائمة بين محبي البر وهواية نصب الخيام، التي عجزت عن ستر الأخطاء التي يقع بها أصحابها أو احتوائها خلف أسوارها القماشية». ويضيف الظاهري «من حق الجميع الاستمتاع بجمال البر خلال الفترة الربيعية، لكن عليهم مراعاة القوانين واحترام التعميمات تحض على الطريقة المثلى في التخييم، إضافة إلى الحفاظ على البيئة الصحراوية والحياة الفطرية، خصوصاً أن هذا العام مَنّ الله علينا بأمطار أسهمت في إعادة تأهيل الحياة البرية وعودة النباتات والحيوانات إلى الصحراء مرة أخرى». وحول حملة نظفوا الإمارات، يرى الظاهري أن تلك الحملة تسهم بالاهتمام بنظافة البيئة، والذي يعد واجبا إنسانيا ووطنيا. ... المزيد