تمتلك كولومبيا إمكانات هائلة غير مستغلة في مجال طاقة الرياح والمياه، والتي لا تلبي فقط احتياجات الطاقة في البلاد، بل توفر الطاقة المستدامة للعديد من البلدان المجاورة في أميركا الجنوبية والوسطى، بحسب روبرتو فيليز، سفير كولومبيا لدى الإمارات. جاءت تصريحات روبرتو فيليز خلال محاضرة بعنوان "كولومبيا دولة نامية وملتزمة بالاستدامة" التي استضافها الحرم الجامعي لمعهد مصدر، وذلك ضمن سلسلة المحاضرات التي ينظمها المعهد بهدف توسيع آفاق المعرفة لدى الطلبة الذين يجري إعدادهم ليصبحوا قادة المستقبل في مجال الطاقة النظيفة والتقنيات المتقدمة. واستقطبت المحاضرة العديد من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين ونخبة من كبار المسؤولين. وفي وقت لاحق، قام معهد مصدر بتقديم درع تذكارية إلى السفير الكولومبي. مائية وتظهر دراسة حديثة للبنك الدولي أن كولومبيا تعتمد على الطاقة المائية لإنتاج 70% من احتياجاتها من الطاقة. ولكن على الرغم من أن الطاقة المائية تشكل مصدر الطاقة الأكثر شعبية في البلاد، فإنها تبقى غير مستغلة إلى حد كبير، حيث يقدر إجمالي الطاقة الكهرومائية المحتملة في كولومبيا بنحو 93 غيغاواط، وهو ما يكفي لتلبية سبعة أضعاف الطلب المحلي في البلاد، بينما لا يتجاوز إجمالي الطاقة المائية التي يجري إنتاجها حالياً 9 غيغاواط. وتشمل المصادر الأخرى للطاقة في كولومبيا، الغاز الطبيعي الذي يوفر 26%، والفحم بنسبة 3%، وطاقة الرياح بنسبة 1%. طاقة نظيفة وقال روبرتو فيليز: "تعتبر كولومبيا في وضع متقدم بفضل شبكة الطاقة النظيفة التي تعتمد على الطاقة المائية لتوليد أكثر من 75% من احتياجاتها من الكهرباء. ولكن في الوقت نفسه، لا يزال لدينا أيضاً إمكانات هائلة غير مستغلة من طاقة الرياح، في وقت تحتل فيه كولومبيا المرتبة الأولى في ما يخص حماية المستثمرين في أميركا اللاتينية والمرتبة الرابعة في سهولة ممارسة الأعمال في تلك المنطقة. كما جاءت كولومبيا في المرتبة الرابعة بين بلدان أميركا اللاتينية، متفوقة بذلك على اقتصادات مثل البرازيل وتركيا وإندونيسيا. وكل هذه العوامل تجعل من كولومبيا وجهة مثالية للمستثمرين الذين يتطلعون لعوائد ثابتة على المدى البعيد". إمكانات وتتجلى إمكانات طاقة الرياح الهائلة لكولومبيا في حقيقة أن لديها سواحل على كلا المحيطين الهادي والأطلسي. فشبه جزيرة غواخيرا على الطرف الشمالي الشرقي من البلاد لديها القدرة وحدها على توليد 21 غيغاواط، وهو ما يكفي لتلبية ضعف احتياجات البلاد من الطاقة. ولكن على الرغم من ذلك، فإن القدرة الإنتاجية الحالية للبلاد لا تتجاوز 19.5 ميغاواط، أي ما يعادل 0.4% من إمكانات شبه جزيرة غواخيرا. ظروف وتشير مجلة "ديبلوماتيك كوريير" المختصة بالشؤون العالمية إلى أنه من ضمن جميع بلدان أميركا الجنوبية، تمتلك كولومبيا أفضل الظروف الجيولوجية لتوفير إمدادات مستقرة من طاقة الرياح. كما جرى تصنيف المناطق البحرية في شمال كولومبيا ضمن الفئة السابعة للرياح (أي الرياح التي تزيد سرعتها على تسعة أمتار في الثانية الواحدة). إشادة وأشاد روبرتو فيليز بجهود معهد مصدر ومشاريعه البحثية المتطورة في مجالات الطاقة النظيفة والتقنيات المتقدمة المستدامة، كما حث الطلبة وأعضاء هيئة التدريس على مواصلة مساعيهم للمساهمة في تطوير حلول فعالة لأصعب التحديات التي تواجه البشرية، مثل تغير المناخ وأمن الطاقة. اقتصاد المعرفة باعتباره إحدى الركائز الأساسية للابتكار وإعداد الكوادر البشرية، يواصل معهد مصدر القيام بدوره الجوهري في دعم رؤية "مصدر" وتحقيق أهدافها بشأن مساعدة الإمارات وأبوظبي على التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، وكذلك التوصل إلى حلول فعالة لأصعب التحديات التي تواجه البشرية، ولا سيما منها تغير المناخ. ويوفر المعهد، الذي تم تأسيسه بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، لطلابه فرصاً مميزة في شتى ميادين البحوث العلمية، بدءاً بالبحوث النظرية ثم التطبيقية وانتهاءً بمرحلة التسويق التجاري. ويهدف المعهد، عبر ما يوفره من مرافق حديثة للبحث والتطوير في مجال التكنولوجيا النظيفة، إلى الإسهام في دعم التنوع الاقتصادي في الدولة من خلال تطوير الابتكارات التقنية وإعداد الموارد البشرية اللازمة. كما يلتزم المعهد عبر كادره التدريسي المتخصص وطلابه المتميزين، بإيجاد حلول لتحديات الطاقة النظيفة والتغير المناخي.