دمشق - عامر فؤاد عامر: مجتهدة وطموحة وكثيرة التحليل والقياس، كسبت احترام ومحبة الجمهور في فترة زمنية قصيرة، تمتلك من المواهب والقدرات الكثير، وفي حياتها مزيد من المحاولات التي تظهر قدرة خاصة على إقناع المشاهد والقارئ والمستمع . دخلت الفنانة السورية لمى إبراهيم مجالات أخرى غير التمثيل في الموسم الرمضاني الفائت، فرأيناها كاتبة، ومقدمة تلفزيونية، وتحضر حالياً لعدد من الحلقات التلفزيونية والأفلام السينمائية، وتجذبها الأدوار الغريبة التي تحتاج إلى جهد، تحلم بتأدية العديد من الشخصيات من بينها فتاة تعيش قصة حب غريبة، وتحمل هذه القصة في طياتها الكثير من الرسائل الموجهة للمجتمع . "الخليج" التقت الفنانة لمى إبراهيم: كيف تقيّمين تجربتك في مسلسل "فتت لعبت"؟ وهل ستشاركين في الجزء الثاني؟ - عندما قرأت شخصية "نتالي" أحببتها لأنها جديدة؛ لم أجسّد شخصية من نوعها قبلاً، وأثناء التصوير استمتعت بأدائها؛ ما جعلني أطوّرها على صعيد زيادة تفاصيل للحوار، ليصبح ملازماً للشخصية . أمّا عن مشاركتي في الجزء الثاني، صراحةً لم أقرر بعد لأنّ النص قيد الكتابة، ومبكراً الإجابة عن هذا السؤال . ماذا أضاف دور "نتالي" في المسلسل لتجربتك الفنية؟ - دور "نتالي" عرّف الجمهور والناس والوسط الفني على أدائي للشخصية الكوميدية بشكل أوسع ومساحة أكبر، لأنه بطولة، وقبله لم أقدّم أدواراً كوميديةً إلا قليلاً، ولا أخفيك أنّني كنتُ قلقةً جداً من هذا الدور؛ ومن نتائجه على الجمهور، فذوق الجمهور شديد الاختلاف، ولكن الحمد لله جاءتني ردود أفعال وانطباعات جميلة ومُحبة، وأرى هذا في الشارع مع الناس، حتى أنّهم يقلّدون حركاتها وطريقتها، ومنهم من تفاجأ لأنّهم تعوّدوا رؤيتي بشكل مختلف . أمّا عن قصّة النقد السلبي للعمل، فهذا شيء طبيعي في الفن وهناك من يحبّ وهناك من لا يحبّ، وأنا استمع لكلّ الآراء واحترمها إذا كانت موضوعية ومنطقية . ما تعليقك على مشاركاتك في أعمال البيئة الشامية؟ وكيف تقيمين هذا النوع من الدراما؟ - تواجدتُ بشكل جيد في الأعمال الشامية، وفي رصيدي 7 مشاركات، لكن لم أعد أرغب في تأدية الشخصية السلبية فيها، فغالباً النسائية إمّا مغلوب على أمرها وإما تفتعل المشكلات، وأيضاً الأعمال أغلبها مبني على حكاية جميلة، ولا تحمل طابعاً توثيقياً تاريخياً، كما أنّ المرأة الدمشقية ذات حضور إيجابي وليست فقط كما يظهرونها فأنا من عائلة دمشقية وأعرف هذا من عائلتي ومن التاريخ . هذا النوع من الدراما جميل ويحبّه الجمهور، لكنّي لست مع تعدد الأجزاء، لأنّها تخفض من جمال قصّته الأولى، فغالباً يكون الجزء الأوّل هو الأجمل . وبرأيي أيّ نوع من الدراما يضيف للممثل، فهناك خبرة وإتقان للهجة واللفظ وتفكير بالصبغة الدمشقية وأنا مع تقديم أنواع أخرى من البيئات واللهجات الأخرى فهي تحمل غنى في التجربة . ما سبب دخولك مجال التقديم التلفزيوني؟ وهل تفكرين في تطوير أدواتك بهذا الاتجاه؟ بمعنى هل جاء التقديم من باب الهواية أم الرغبة في الاحتراف؟ - أحبّ التقديم التلفزيوني، ومنذ سنتين أكملت التدريبات بكافة أنواعها، من خلال دكاترة محترفين في مركز إعلامي عربي، وسعيدة بتجربتي الأولى في رمضان الماضي، ومستعدة لخوض تجارب جديدة، وسأعمل بنصيحة الدكتور الذي دربني وهو من مصر إذّ قال لي: "ستنجحين في تقديم البرامج الاجتماعية والثقافية والارتجالية في الأسئلة" . ماذا عن تجربتك في عالم الكتابة؟ وهل هي متنفس للعمل في الدراما؟ - الكتابة كانت هدفاً قديماً لم أستطع إنجازه من قبل، فقط كان مجردمسوّدات، ولكن صممت في السنة الماضية وفعلاً نجحت، فالكتابة تحتاج مزاجاً معيناً، وقد شجّعني رفاقي وبعض الأساتذة بعد قراءتهم قسماً من النصوص، وأقوم الآن بالعمل على شيء جديد، وخلال الكتابة أستطيع التخيّل والتعايش مع الشخصيات التي أكتبها فأحياناً أبكي معها أو أضحك، وكأنّي أجالس مجموعة من الأشخاص، وفي النصوص التي تمّ تمثيلها تواجدتُ كضيفة في إحداها فقط بناء على طلب المخرج والشركة، وفي السينما كتبت نصين جديدين سأتكلم عنهما لاحقاً وعن مخرجيهما عندما تتضح الأمور . أين أنت من السينما؟ - في بداية مشواري كان لدي دور صغير في الفيلم السينمائي الطويل (سبع دقائق إلى منتصف الليل) للمخرج وليد حريب، وبطولة في الفيلم الطويل (عرائس السكر) للمخرجة سهير سرميني، وأيضاً بطولة في الفيلم القصير (في غيابات من أحبّ) للمخرجة إيفا داود، والفيلم منذ سنتين وإلى الآن يشارك في المهرجانات العالمية، ويحصد الجوائز، وترشحت كأفضل ممثلة في مهرجان لندن للسينما، وكنت العربية الوحيدة، لكن المخرجة انسحبت لاحقاً من المهرجان لأنّها علمت أنّ سفارة الكيان هي الراعي للمهرجان، وهي صائبة في قرارها، وترشيحي هو فوز لنا . ما إيجابيات وسلبيات العمل في عالم الدوبلاج؟ - يعلّم كيفية استخدام الصوت والعمل على الحسّ في الدراما، واستخدامه بصورة صحيحة، من دون التكلم بنغمة واحدة، إضافةً إلى التعرف إلى بيئات جديدة، وطريقة الإخراج وأمور كثيرة . وبالنسبة للسلبيات فتكمن في صعوبته لأنّه صوت فقط وعليك التركيز عليه، وهذا جهد مضاعف ما يؤثر في الصوت ويتعبه . ما خصوصية علاقتك مع شخصية "السلطانة هويام"؟ - استغرق مسلسل "حريم السلطان" سنتين من العمل المتواصل، وأحببت هذه الشخصية المركبة فلديها تناقض غريب، وكنت أسعى لتكبير صوتي من الجزء الأوّل وتصاعدياً لبقية الأجزاء، وأعدُّ "هويام" اليوم صديقتي؛ أكتئب مثلها وأفرح مثلها وأحياناً أغضب منها . أنت الممثلة والكاتبة والمقدمة؛ أين تجدين نفسك ضمن هذه المجالات؟ - طبعاً أنا ممثلة أوّلاً لأنّ تجاربي في الكتابة والتقديم مازالت في بدايتها، وأحبّ مهنة التمثيل وأحبّ تجربة أيّ مهنة تتبع الفن وكما أشرت سابقاً سأكمل في الكتابة كلّما سنحت لي الفرصة وفي التقديم إذا جاءتني عروض جيدة .