عند وادٍ و غيمةٍ و ما أنْ أبلغَ الوادي القديمَ و أعبرَ الرملَ الكثيفَ و أتركَ الأحراشَ خلفي في شتاءٍ باردٍ حتى أرى شفقَ المغيبِ يردُّ عن وجهِ المدينةِ آخرَ الغيمِ المغادرِ خلفَ بُرْدِ الليلِ أسمعُ وقتها صوتَ النوارسِ و هي تبحثُ عن بقايا الريحِ عند شواطىءٍ مبلولةٍ بالماءِ أيتها السماءُ تحيةٌ مني اليكِ و حين تمطرني غيومُكِ تصبحُ الدنيا مكاناً واسعاً يكفي لعُمْرٍ آخرٍ و وجَدْتُ أني أعرفُ الطرقَ التي لا تنتهي فيها المواسمُ بيدَ أني الان أحملُ كلَّ هذا الحبِّ محترقاً بشوقي تارةً و برغبتي للسيرِ أبعدَ تارةً و هناكَ في الاسماءِ ذاكرةٌ تحيِّرُني كثيراً كلما أمعَنتُ في تفسيرِ معنى الانتظارِ و مَنْ تُحِبُّ توقَّفَتْ سُبُلُ الوصولِ اليهِ لا جدوى من القلقِ الذي يبدو عميقاً غائراً و مفاجئاً في غيرِ موعدِهِ و يكبرُ كلَّما لاحتْ أخيراً فرصةٌ للإلتقاءِ مُجدَّداً في ظُهْرِ آبَ و في صباحِ الأربعاءِ و شارعٍ. الخميس 26/12/2013